خدمة الإنسانية من أشرف الأعمال، وهي دليل على صفاء القلب ونقاء الضمير، وارتقاء الإنسان إلى سلم المجد والكمال، وهذا العمل الجليل يتنافس فيه الصالحون المُصلحون عبر التاريخ، فكان دورهم الكبير أن شهد لهم العالم بصدق عزائمهم، وطهارة نفوسهم.
والمملكة العربية السعودية برزت في حياتها منذ التأسيس على يد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- إلى يومنا هذا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله – جهودها الإنسانية في كل مكان على وجه الأرض، لأنها تؤمن بالسلام العالمي على أنه السبيل الوحيد لتحقيق العيش المشترك ببن الأمم والشعوب.
ولقد قامت المملكة العربية السعودية بتقديم رسالة واضحة أمام العالم على أنها في قلب العالم الإسلامي، وريادتها للمسلمين خدمتها للحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي توسعة وحماية وصيانة.
وكذلك دعوتها إلى تأسيس الهيئات والمنظمات الإسلامية:
١ – رابطة العالم الإسلامي عام ١٩٦٢ وهي منظمة عالمية لنشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ومقرها مكة المكرمة.
٢ – منظمة التعاون الإسلامي عام ١٩٦٩، وسابقًا كانت مشهورة (منظمة المؤتمر الإسلامي)، ومقرها جدة بالمملكة العربية السعودية، وهي تضم ٥٧ دولة إسلامية.
وهذه المنظمة التي تُمثل العالم الإسلامي باختلاف دولهم ولغاتهم، وتهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين.
وفي هذا العهد الميمون مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان-حفظهما الله- تعيش المملكة العربية السعودية نهضة عظيمة شاملة لكل المجالات، ومنها بل من أشرفها المجال الإنساني، ويتجلى ذلك في إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في عام ٢٠١٥ بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-.
ويلعب المركز دورًا كبيرًا في العمل الإنساني الرائع في القيام بعملية التنسيق مع المنظمات والهيئات العالمية؛ بهدف تقديم المساعدات للمحتاجين حول العالم.
واستفادت أكثر من ٣٧ دولة حول العالم من المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية التي يقدمها المركز بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين والإقليميين.
ومن ينظر إلى النهضة السعودية الحديثة والنمو الاقتصادي السريع اليوم لا ينكر أن يكون ذلك على يد شخصية تجمع بين الوطنية والإنسانية، وصاحبها يتحلى بالذكاء والحكمة والقيادة الرشيدة، يفكر في الأفضل، ويفعل الأفضل، إنه السياسي المحنك، والرائد الملهم، والحازم العازم في مواجهة الفساد والمفسدين، صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
برز سموه الكريم فوجد المملكة العربية السعودية هي قبلة المسلمين جميعًا، ودورها في العمل الإسلامي شعار لها، وأعظم ذلك خدمة الحرمين الشريفين، ورعايتها للهيئات والمنظمات الإسلامية.
ومن رؤيته ٢٠٣٠ التي نادى بها سموه الكريم للمملكة العربية السعودية مشاركة العالم بل قيادة العالم بالأفعال من خلال إنشاء منظمات عالمية في المملكة العربية السعودية لإبراز دورها. أنها انطلقت من قلب الإسلام بالمنظمات والهيئات الإسلامية إلى العالم بأسره.
فمن هنا أعلن سموه الكريم -حفظه الله-تأسيس المملكة العربية السعودية لمنظمة عالمية للمياه مقرها الرياض؛ وذلك بهدف تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها، سعيًا لضمان استدامة موارد المياه؛ وتعزيزًا لفرص وصول الجميع إليها.
إن هذا المشروع المبارك الذي يحقق رؤية سموه الكريم وهي ليست رؤية سعودية بل عالمية، وذلك أن المملكة العربية السعودية قامت بخدمة الحرمين الشريفين، ومنها سقيا ماء زمزم للوافدين إلى الحرمين، ويأتي العالم بأسره اليوم بعبقرية محمد بن سلمان إلى السعودية للنيل من ينابيعها الصافية تحت ظل المنظمة العالمية للمياه بالرياض.
– إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا