دعونا نتابع ما يحدث وما نسمع لبعض مباني مدارس جدة الحالية بعد إزالة الأحياء العشوائية ومباني المدارس من بين مبانيها إن صحت التسمية لجميعها ومن متابعتي وجدت تسجيلا سنابياً ذا محتوى مفيد للإعلامية سهى الزهراني واعتقد أنها أحد المهتمين بالشأن التعليمي والعاملين فيه إذ تعمل في إحدى مدارس جدة حيث أشارت للصعوبات والتحديات التي تواجه الميدان في رسالة لها موجهة لمعالي وزير التعليم بعد عودة الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات للعام الجديد ١٤٤٥ هجرية وكانت تتحدث بمرارة شاهدة عيان بصفتها معلمة ربما أو إدارية في الميدان وبسبب التكدس في المدارس أشارت إلى أن هناك خطة تم تطبيقها أيام كورونا يمكن الرجوع لها حيث تم تقسيم الطلبة والطالبات إلى فئتين ( أ ، ب ) ومن ثم تقسيمهم بمعدل يومين في الأسبوع وثلاثة أيام في الأسبوع الآخر بعد أن حققت الخطة نجاحا يمكن تحقيقهمع الوضع حاليا لدرء الكثير من المشاكل التي تواجه الميدان بجميع عناصره بما في ذلك أولياء أمور الطلاب والطالبات وما قد يحدث أوقات الذروة من زحام في الشوارع للسيارات التي يواجهها المرور بشكل يومي بسبب الاختناقات المرورية وصعوبة السير خاصة في درجات الحرارة والأجواء الساخنة التي تمر بها هذه المدينة الغير مسبوقة واستعرضت في تسجيلها الأضرار التي تقع على منسوبي العمل في المدارس ويلحق بأولياء الأمور وما يترتب على ذلك من سلبيات داخل المدارس من إرهاق وقلة عدد للمعلمين والمعلمات يقابلها كثرة كاثرة للطلاب والطالبات ولعلي وأنا استعرض ما قالت وهي الخبيرة عن قرب بما في الميدان استرجع حديث أحد أولياء أمور الطلاب في أحد الأحياء شرق جدة وهو يشكو من الذي يحصل لابنه في إحدى المدارس التي يؤمها يوميا أكثر من ألفي طفل إلى جانب عشرات المعلمات والإداريات في مبنى واحد ربما كان يتسع لثلث هذا العدد أو أقل ولم تتم التفاتة المسؤولين في التعليم عن مساحة المبنى بشكل عام والخدمات التي كانت تلائم العدد المستهدف حين بنائه ولم يؤخذ في الحسبان التزاحم الذي يحصل في الفصول الدراسية التي قد يصل عدد الأطفال في الواحد منها ما يزيد عن سبعين طفلا وما قد ينتج عن ذلك التزاحم من سلبيات تصل ربما للصحة العامة في ظل هذا التزاحم فما بالكم بطريقة تنظيم خروجهم من الأبواب الداخلية والخارجية وما المساحات التي تتسع للسيارات الناقلة وكيف يكون أداء المعلمة وكيف سيكون تحصيلهم في ظل هذا العدد الكبير في مبنى مدرسي بني بخطة تشغيلية محددة أضيف لها خطط طارئة لا يعلم متى تنتهي المعاناة لهؤلاء الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات والذي قد يتسبب في كره الأطفال للمدرسة مما قد يسبب لأولياء أمورهم الحرج إذا ما امتنع الأبناء والبنات عن الذهاب والذي قد يكون سببا في مساءلة أبائهم وتعريضهم لتطبيق قرار الوزارة الأخير بتحويل الأب للمحاكمة التي قد تحيلهم للنيابة والمحكمة ثم التعزير حسب ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي كنوع من العقاب غير المسبوق لولي أمر الطالب إذ لا يجب أن يؤخذ بجريرة ابنه المتغيب دون معرفة السبب الذي قد يكون هذا التكدس والاكتظاظ جزءا من سبب عدم قبوله الدراسة في بيئة تفتقر للراحة النفسية والجسدية وفي ظل خدمات لوجستية داخل هذه المباني تشمل أمور كثيرة لا يمكن استعراضها كلها ولكن يمكننا الإشارة إلى أن الفصل الذي كان يستوعب ثلاثين طالبا ويتضاعف العدد فيه لأكثر من 100% فضلا عن قلة عدد المرافق ودورات المياه ونقص المياه أو انقطاعها أو انقطاع الكهرباء لأي ظروف وخاصة مع درجات الحرارة العليا إلى جانب ضيق مساحة أماكن الفسحة وأداء الصلاة وغيرها من المواصفات التي يجب أن تكون إذا ما استبعدنا البيئة الجاذبة التي يجب أن تكون داخل هذه المباني وما يتعلق بالأنشطة غير الصفية والمعامل والمختبرات إذما ما كانت النظرة ذات شمولية لجميع مراحل التعليم العام وليست مقتصرة على مرحلة دون أخرى فما بالكم بما دون سن المرحلة الابتدائية ؟
نرجع لتسجيل سهى الزهراني والذي أشارت لمثال واحد بقولها : لك أن تتخيل وجود ثمان مدارس في مربع واحد كيف ستكون الزحمة المرورية للدخول والخروج في وقت واحد وما يواجه الكل من سلبيات وسط درجات الحرارة العليا وما يحدث للمنتظرين خروج أبنائهم وتكرر وتطالب معالي الوزير بوضع خطة تواجه هذا الأمر الذي قد يغيب عن المسؤول ولكنه شعور الميدان بشكل يومي وتطالب بإشراك الميدان لنقل الصورة الحقيقية لما يحدث بكل شفافية ووضع الحلوة بشراكة العاملين والمعنيين لأنهم هم من يشعر بالمعاناة والتحديات والصعوبات وقد تكون الحلول على أيديهم فلا مشّاحة إذا آمنا بالعمل التكاملي بعيدا عن التنظير الذي لا يأتي بالحلول وهو ينطلق من مواقع بعيدة عن المعاناة واختتمت الزهراني كلمها بإشادتها عن المنصة التي كانت في أيام كورونا وما حققت من نتائج إيجابية كانت مضرب مثل ليس على المستوى الداخلي فحسب بل على مستوى عالمي بالتفاعل والنجاح بتعاون البيت مع المدرسة والآباء والأمهات مع المعلمين والمعلمات وآتت أكلها وثمارها يانعة وكأنها تقول ما أشبه الليلة بالبارحة بالمقارنة بين جائحة كورونا وبين ما حدث لمباني مدارس جدة التي أزيلت في الأحياء المستهدفة مع فارق النوع والنوعية والالتقاء في النتائج .
انعطاف قلم :
في خبر مر عليه بأن الصين أقامت بناء فندقي في أسبوعين يسمى ( فندق أراك ) شيدته من ثلاثين طابقا على مساحة أكثر من قدم مربع وانهم بنوا برجا سكنيا من عشرة طوابق في يوم واحد وأنهم بنوا ناطحة سحاب مكونة من ( 57 ) طابقا في تسعة عشر يوما وأنهم بنوا فندق في تسعين ساعة يتكون من 15 طابقا كل هذا في الصين من أجل عيون السياحة !!
أتذكر جامعة الباحة في بداية اعتمادها بأن استعانت بقصور الأفراح لعدم توفر المباني اللازمة وحينها كتبت في الشرق الأوسط ” جامعة الباحة تحويل قاعات الأفراح من الرقص للدرس ” ونلتقيكم قريبا في أفراح الوطن بيومه المجيد في الثالث والعشرين من سبتمبر الحالي .
0