المقالات

طرائف المصريين!!

كتاب بعنوان “طرائف المصريين”، لمؤلفه الكاتب (علي مرة)، يقع في 175 صفحة، في مقدمته ذكر الكاتب مقولة للطبيب الفرنسي “كلوت بك” الذي قضى معظم حياته في مصر حتى وفاته عام 1868م: “للمصريين نزعة إلى السرور، واندفاع فطري إلى المُزاح والمطايبة على وجه ينم عن الذكاء وحضور الذهن وسرعة الخاطر”.
كما ذكر أن أول صاحب نكتة في مصر كان يعيش في عهد “كافور الإخشيدي” وكان اسمه (سيبويه المصري)؛ وذلك لغرامه الشديد بالنحو وتعلقه بالصرف والإعراب. كان سيبويه هذا -والكلام للمؤلف- يركب حمارة بيضاء اللون ويمشي في الأسواق هاجيًا أعدائه ومنافسيه مطلقًا عليه النكات.
أشار الكاتب إلى دور ما يُسمى بمجالس الأدب في ثقافة النكتة المصرية والظرفاء الذين كانوا ضمن روادها، ومن أشهر هذه المجالس نادي “السيدة نازلي فاضل” الذي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر، من رواده الشيخ محمد عبده، وسعد زغلول، وقاسم أمين، تبع ذلك ظهور صالون “مي زيادة الأدبي” كان من رواده أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وخليل مطران، وعباس العقاد، والشيخ عبد العزيز البشري، ومصطفى الرافعي، وأحمد لطفي السيد، كان هؤلاء الأفذاذ يتبادلون الأحاديث الأدبية والنوادر الطريفة والدعابات الجميلة والتهكم أحيانًا.
وبالإضافة لهذه المجالس كانت هناك المقاهي التي كان يرتادها رواد الفكر وأقطاب الأدب، ومن أشهرها قهوة “بار اللواء” والتي كانت مجالًا لإطلاق النكات العذبة اللطيفة، والتي بدورها كانت تنتقل إلى الجميع بعدها.
لم يتعرض الكاتب إلى مفهوم الشُلَلْ التي كانت مكانًا ومصدرًا لإشعاع النكتة المصرية والتي تشبه الصالونات المفتوحة كما جاءت في مذكرات نجيب محفوظ، منها “شلة العباسية” التي كانت تلتقي في مقهى “عرابي”، من روادها نجيب محفوظ وأحمد الحفناوي ومصطفى كاظم شقيق تحية كاظم زوجة الرئيس جمال عبد الناصر، ثم شلة “الحرافيش”، وكانت تضم بعضًا من أساطين الفكاهة، منهم نجيب محفوظ وعلي أحمد با كثير وصلاح جاهين.
كما أشار الكاتب إلى دور الفكاهة في عالم الصحافة، وذكر أسماء بعض الصحف والمجلات الهزلية التي صدرت في القرن العشرين، وكان لها دور في مقاومة الاحتلال الإنجليزي في تلك الفترة، منها صحيفة “أبو نظارة” التي كانت من أمتع الصحف الهزلية، وكان عبد الله النديم قطبًا من أفكه الظرفاء، وكانت مجلته “التنكيت والتبكيت” معرضًا طريفًا للفكاهة العذبة والمرح اللطيف.
وأورد المؤلف بعض النوادر الدالة على تفرد مصر بخفة الظل منها:
ذكر الكاتب المصري “عبد العزيز البشري” المولود في القاهرة عام 1886م، أنه كان يمشي فاعترضه أحد القرويين وطلب منه قراءة خطاب لأنه أمي. كان الخطاب رديئًا ومن الصعب حل طلاسمه، فلم يستطع “البشري” أن يقرأ منه شيئًا، فرده لصاحبه معتذرًا، وهنا قال القروي في ضيق: “أمال شيخ إيه ولابس عمة ليه؟ فأسرع البشري وخلع عمامته ووضعها على رأس القروي وقال له: “اقرأ أنت يا سيدي، آدي العمة على رأسك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى