الوفاء صفة جميلة خصَّ الله -عز وجل- بها أناسًا واصطفاهم بها، ويعجبني من يظل الوفاء خالدًا في فكره لا ينمحي لا أناس مثلًا قد طواهم الموت والنسيان كزملاء العمل الذين كان لهم مواقف مُشرفة لا تُنسى رغم مرور عقود من الأعوام عليها إلا أنها تظل خالدةً في ذاكرة من عنتهم هذه المواقف؛ ولذلك تجدهم يذكرونها سواء في مقالاتهم الصحفية أو في مجالسهم الاجتماعية لا يرجون مصلحة ديناوية من وراء ذلك؛ فقد فرقهم هادم اللذات أو نظام التقاعد إن كانوا موظفين ولكن الموقف الطيب يظل في ذاكرة أهل الوفاء مهما مرت السنون والأيام؛ فليس من السهل نسيانه أو تجاهله عند الأوفياء المخلصين؛ لذا فإني أكبر لهؤلاء الكتابة أو التحدث عن المواقف المُشرفة التي حصلت لهم من قبل أناس قد رحلوا عن دُنيانا الفانية، وبقيت مواقفهم المشرفة يسردها هؤلاء للناس وفاءً لهم ونبراسًا لأجيالنا الحديثة للحذو حذوهم، وتخليد ذكرى مُشرفة لهم يذكرونهم بها من زاملوهم أو عاشروهم بعد رحيلهم سواءً بنظام التقاعد أو طواهم هادم اللذات ولم يبقَ لهم إلا الذكرى الطيبة.
لقد حفَّزني معالي الفريق م. أسعد عبد الكريم الفريح مدير الأمن العام السابق على كتابة هذا المقال عن أهل الوفاء، وهو منهم بعد قراءتي لمقالاته التاريخية الشيَّقة التي ينشرها في صحيفة “مكة” الإلكترونية عن المواقف المُشرفة التي حصلت له خلال مشواره الطويل في مديرية الأمن العام منذ أن كان برتبة ملازم حتى وصل لأعلى الرتب العسكرية، وتسنم أعلى منصب أمني في الدولة، أسأل الله أن يكون ما كتبه عن زملائه ورؤسائه الأوفياء في موازين حسناته، والله الهادي إلى سواء السبيل.
– مكة المكرمة