المقالات

إلى روح البنفسج

قال لها: أنتِ التي أجد أثرًا منها، من عبيرها ودفئها في أعظم حركاتي اللا إرادية.

الآن أنت في مقدمة أفكاري. وأنا في حبكة هذا الشعور الغريب والجميل بآنٍ واحد، تهمسين في عقلي وترددين تنفسًا بهدوء نعم بهدوء أعمق وأقوى، استمر أعمق، حالًا أغمض عينيك وابتسم لأي شيء يخطر ببالك ! هل تذكرين كم مرة قلتُ لكِ: إنكِ الوحيدة التي تحدث انقسامات وتنوعات واختلافات كثيرة في مشاعري وحياتي هل تذكرين ذلك؟! اعذريني أرجوك فلتسامحني عيناك الجميلتان الهادئتان لأني أحتفظ بإطلالتهن لي كثيرًا جدًا، أنا سعيدٌ جدًا كونك لا تفارقيني ولا ثواني، حتى في مناماتي تظهري لي كرؤى حقيقية، أنت يا ذات البهاء نعم أنتِ البهية الشهية. وهذا الشعور والإحساس يدفعني للارتباك وكتابة رسالة غير واضحة المعالم في الصباح الباكر، وربما ربكتي تستمر طوال الوقت، لكني أعلم أن ارتباكي يعجبك، كثيرًا يا جميلتي؟!
أنتِ تعرفين أني أحاول أن أقلد طريقتك في التنفس الهادئ دون أن أعلم ما الذي يُريحك أكثر، في تلك الأثناء الشهيق أم الزفير؟! أم كلاهما معًا!
هل ترين هذا هو التناقض الذي تسببينه لي بكل ما فيك من نقاء وهدوء ذكي واع وحذر ومستنفر جدًا؟!
حتى هذه اللحظة مساحة كبيرة من خيالي لم تزل مشغولة بخطواتك الموسيقية العذبة وأنت ذاهبة لتجهزي قهوة الصباح.
لماذا كل هذا يحدث لي معك؟! هل لديك تفسير واضح يا عذبة الأنفاس والمقام!
ربما كنت أنا مناسب جدًا لإيقاعاتك الناعمة نعم.. نعم أنا مناسب جدًا ويمكنني أن أنقل لك أصداء إيقاعاتك، وأن أرسمها خطوطًا من الضوء على مساحاتك الخصبة النضرة ربما هكذا يمكننا أن نترجم هذا الشعور.. أنت متنفسي يا صغيرتي مهما كان عُمرك فأنت صغيرتي حتى الممات، وهيهات.. هيهات أن ينتزعك مني أحد حتى الممات.
أترقب أن تنفخي هواءك على نباتات صدري فيطير شذاها ونستنشقه سويًا أنا وأنت ! يا لا هدوئك الغامر ما أعظمه وأنت تسخري كياني لتنقشي عليه كلماتك وزخارفك وكأن قطعة من ورق أبيض نعم الآن..الآن تمامًا أتلفت حولي ببطء شديد وكأني فقدت كل قوتي، أتلفت وأحاول الإفلات من شعوري بعذب كلماتك المنعشة أكثر مما أطيق وأحتمل، أناملك الكاشفة لفنون خطك المشاكس، كلماتك الساحرة التي ترسمينها طلاسم وأحجيات غامضة عصية على الفهم، ربما لا يفهمها أو لا يستطيع فهمها إلا لمن عشق كاتبتها حد الثمل، وكتبت له خصيصًا، أو رجل عاشق هيمان كما أنا.
ولن أنسى حبرك الذهبي المخدر. عيناك تطلب مني الصمود أكثر، وأن أقول في عقلي: إني خائف من هذا الانبثاق الغامض الذي يعتلي صدري ويقول لي في أنفاسي المتهدجة: إنه مقبل عليه بكل قوة وثبات، ومع ذلك أسأل نفسي هل مازلت أستطيع النظر إلى عينيك أكثر؟! هل أصمد فأنا مُغرم بك يا أنت؟!
تبتسمين برقة مطمئنة لا تخلو من مكر مؤنث قاهر وتهمسين لي: تنفّس بهدوء أعمق وأقوى.. واصل التنفس بهدوء، حتى صوتك المتهدج يُربكني، يبعثرني، يمزقني أشلاء لا أعرف بداية ولا أرغب بنهاية هذا الشعور الذي يُلامسني.
أنت لوح أشغالي أنا!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى