جاءت قمة مجموعة العشرين المُنعقدة في مدينة نيودلهي بجمهورية الهند 2023، تأكيدًا على قوة الحضور السعودي المتمثل في وجود سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- والذي دأب عند حضور مثل هذه القمم العالمية، أن يعكس متانة اقتصاد المملكة وسياستها الخارجية المنفتحة على العالم أجمع، والتي تطوعها للتنمية والاستثمار، وسوف يسجل التاريخ لسموه مواقفه المشرفة مع دول العالم الذي انشغل أقطابه بالصراعات والحروب، وهدم مقدرات الدول والشعوب.
سمو ولي العهد كالغيث أينما وقع نفع، فهو يجذب العالم بأفكاره ومقترحاته ونظرته التفاؤلية المستقبلية التي تنهض بالدول والشعوب، وتنتشلها من ركام التفجير والدمار إلى التنمية والاستثمار، ومد جسور التواصل مع المجتمعات محققًا الغاية من وجود الإنسان المتمثلة في إعمار الأرض بعد العبادة والتوحيد، فهو يؤكد أن السعودية بلد السلام والإسلام الصحيح الذي تم تشويه صورته من بعض المتأسلمين.
ولي العهد لا يعمل لوطنه فقط، بل يعمل للعالم أجمع بعيدًا عن الأعراق والأجناس والأديان، فسموه يحمل رسالة عظيمة تتمثل في نشر السلام والتعايش مع الناس، والمتأمل اليوم يجد العالم عن بكرة أبيه يؤمن برؤيته ويخطب وده من الرؤساء وقادة الدول التي تحرص على التغيير والتطوير، من خلال عقد الشراكات والاستثمار مع المملكة.
الجميل في الموضوع أن الأمير محمد بن سلمان لا يكتفي بتقديم العرض فقط، بل يقدم دراسة جدوى عن كل مشروع قبل أن يبدأ فيه، فيجعل الطرف الآخر يؤمن به ويقبل عليه دون تردد، وهذه عبقرية الإقناع التي يعمل بها سموه، فمخرجات رؤية ٢٠٣٠ كشفت لنا عن أنه لا مجال للعشوائية أو الاجتهاد بقدر ما تعتمد على لغة الأرقام التي تجعل المستثمر يُشاهد النتائج قبل بداية المشروع.
ولأن سموه إذا تحدث فعل، فقد أعلن قبل أن يغادر قمة مجموعة العشرين، عن توقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية الهند، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية فرنسا، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وجمهورية إيطاليا، والاتحاد الأوروبي بشأن إنشاء مشروع الممر الاقتصادي الجديد؛ تأكيدًا على رغبة سموه على التنفيذ وتحقيق الحلم الناظر لهذه الدول التي باتت تلمس تحقيق الأحلام مع أمير السلام.
ختامًا
الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، سوف يظل شاهدًا على أفكار وطموحات الأمير محمد بن سلمان، التي ليس لها أي حد، ويؤكد انفتاح المملكة على العالم من شرقه إلى غربه؛ فهي تعمل وفق رؤية قيادتها الجديدة على تعزيز التكامل الاقتصادي، والمساهمة في توفير فرص عمل جديدة ونوعية، بما يحقق مكاسب طويلة الأمد على امتداد الممرات الجديدة العابرة للحدود.
ولي العهد قاهر الإرهاب غيّر ثقافة التفجير والدمار إلى التنمية والاستثمار، فهل شاهدتم شابًا في العقد الثالث من عمره بهذه الطموحات يحرص على الأمن والسلام والاستقرار؟!