المقالات

الجوانب الإنسانية في الإدارة

ترتبط الإدارة بمختلف المؤسسات الرسمية والتجارية والخيرية لتيسير عملها؛ حيث تمثل المؤسسات جزءًا مهمًا لحياتنا اليومية، وتعمل الإدارة كعملية لإنجاز أهداف المؤسسة عبر عملها في الوظائف الأربعة الرئيسية: التخطيط، التنظيم، القيادة، والرقابة، ومما يُعيق عمل الإدارة هي تلك اللوائح والقوانين الجامدة، والأسلوب الذي تُدار به الإمكانات والموارد البشرية، ومشكلة العمل الإداري تكمن في أن بعض المديرين يديرون أعمالهم في ضوء ظروف الماضي، لأن كل خبراتهم ونجاحاتهم قد تحققت فيه، مع أن الإدارة يجب أن تكون في ضوء ظروف المستقبل لما يجب عمله، وليس بما تم عمله بالفعل، في ظل مرونة مريحة لإنجاز الأعمال لتحقيق الأهداف الموضوعة.
تتنوع أساليب الإدارة المعاصرة علميًا أو شعبيًا في بعض الدول، فمنها الإدارة بالمرح، وهناك الإدارة بالحوافز، والإدارة بالشراكة النسبية، والإدارة بالأمان الوظيفي، والإدارة بالأهداف، والإدارة بالمظاهر، والإدارة العنصرية، والإدارة بأكل الحقوق، والإدارة بالقلق والحوافز السلبية كالتهديد بالعقوبات أو الفصل، والإدارة بالمراقبة وتصيد الأخطاء، والإدارة بالمشاكل، والإدارة الدكاكينية، وإدارة احمد ربك، وأهمها الإدارة بالإنسانية.
حيث تؤثر الجوانب الإنسانية على نجاح الإدارية وزيادة إنتاجية الموظفين؛ لأنها أهم أساليب الإدارة في التعامل مع الموظف عبر تقدير مشاعره ورغباته، وأسرته، وظروفه، ومعاملته كإنسان وليس آلة؛ حيث يجب مراعاة كرامته الإنسانية كفرد، فيجب أن نحفظ له آدميته، ومراعاة الفروق الفردية بين الموظفين، ومعاملة كل فرد طبقًا لقدراته العقلية والنفسية، وتوفير بيئة عمل إيجابية نفسيًا واجتماعيًا، وكذلك الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية لما لها من دور في إنعاش لعلاقات العمل وإنتاجيته، والارتقاء بمستوى الموظف بالتدريب وتقديم الحوافز، وتحسين وضعه الوظيفي، بمسؤولية اجتماعية منصفة.
وذلك لما ينتج عن الاهتمام بالجوانب الإنسانية في الإدارة وتعاملها مع الموظفين من العمل على تعزيز الولاء، وصنع الانتماء لديهم للتعاون على تحقيق أهداف المؤسسة.
وعند النظر في مشاكل الشركات ستجد أن سببها الإدارة، وإذا سألت الموظفين ستجد أنهم يشتكون من الإدارة أو بعض مسؤوليها، فهي أحيانًا تُمثل عائقًا أمام التغيير والابتكار والإبداع، والتعامل بأساليب جافة بعيدة عن الإنسانية، وتأثير ذلك على وضع المؤسسة وإخفاقها في تحقيق إنجازاتها.
– عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى