المقالات

من حرّك قطعة الجبن الخاصة بي!!

لاقى كتاب “من حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي” للكاتب الأمريكي “سبنسر جونسون” شهرة واسعة منذ صدوره عام 1998م، تم بيع أكثر من 26 مليون نسخة من الكتاب.
الكتاب مكتوب بأسلوب الحكاية الرمزية، ويحتوي على أربع شخصيات رئيسية، مكونة من (فأران) واثنين من (الأقزام)، يعيشون في متاهة ويبحثون دائمًا عن الجبن للبقاء على قيد الحياة.
الفئران لديها إستراتيجية بحث بسيطة جدًا عن الجبن، يقومون بفحص كل مسار للعثور على المسار الذي توجد فيه الجبن، لكن الأقزام فائقة الذكاء يعتقدون أن البحث عن الجبن أكثر تعقيدًا من ذلك.
في أحد الأيام، وجدوا الكثير من الجبن، لدرجة أنه يبدو كافيًا لمدى الحياة؛ في يوم من الأيام يختفي الجبن. تبدأ الفئران التي استعدت بالفعل لمثل هذا اليوم في البحث عن مصدر غذاء جديد دون أي سبب، لكن المشكلة تختلف بالنسبة للأقزام، فهي مصدومة جدًا لأنها معتادة على الجبن القديم.
يبدؤون بالتحقيق في سبب المشكلة وفي نفس الوقت يأملون أن يظهر الجبن تلقائيًا في مكانه السابق،
وفقًا للمؤلف، فإن الجبن في الكتاب يرمز إلى كل ما قد نسعى لتحقيقه نحن البشر، من المال والشهرة إلى السعادة أو النجاح أو أي شيء آخر يمكن التفكير فيه.
من النصائح الذهبية التي يمكن الاستفادة منها من قراءة الكتاب هي:
لا تلدغ من مشاكل الحياة ولا تلوم الآخرين عليها، أنت بحاجة إلى أخذ زمام المبادرة والشعور بمشاعر الضحية لن يغير شيئًا. إن البشر بطبيعتهم كسالى ويتمسكون بعاداتهم القديمة، هذا سلوك بشري كلاسيكي يجب تجنبه. لا تعقد الأمور كثيرًا فيمكننا نحن البشر استخدام أدمغتنا للقيام بمهام معقدة للغاية، وفي بعض الأحيان تكون أفضل الحلول أبسط مما تعتقد. يجب على الواحد منا أن يكون يقظًا دائمًا ومستعدًا للمواقف التي لا يمكن تجنبها.
يجب الاستعداد للأحداث غير المتوقعة وغير المتوقعة، لا تعتمد أبدًا على عدم تغيير الموقف لأنك لا تعرف متى قد تظهر الحياة بؤسها، فقد تؤدي بعض الأحداث إلى تدمير كل الخطط التي وضعتها.
يجب الاستعداد للتغيير، قد تبدو هذه القواعد بسيطة أو مبتذلة، عليك فقط أن تكون أكثر تمييزًا مع المساعدة التي تقدمها للآخرين، وأفضل وقت للاستعداد عندما لا تكون مضطرًا لذلك.
إن هذا الكتاب يوضح جيدًا مدى بُعد البشر عن الكمال، فنحن نعتبر أنفسنا منطقيين وأذكياء وغير عاديين؛ لأننا ننظر إلى إنجازاتنا بينما نحن كائنات غير عقلانية وعاطفية يمكنها أن تغرق بسهولة في عاداتنا القديمة وغير الفعالة والمدمرة للذات.
وفي النهاية وجدت أن الواحد منا سيشعر بالرضا عندما يتغلب على خوفه، وأن المواقف تتغير وأننا نقاوم التغيير لأننا نخاف منه وهذه هي الحياة.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى