مررتُ بالقُرب من ملعب قديم لم يعد كما كان لقد تغيَّر كثيرًا فلم يخطر على بالي بتلك اللحظات إلا دورة رياضية في شهر رمضان حين يتوقف الدوري للأندية السعودية؛ حيث كانت بعض الأندية تُقيم “دوري مؤقت” في ذلك الشهر الكريم حين يأتي المساء للأندية من درجة الأحياء بتلك المنطقة التي كانت تزخر بالأندية الرياضية من جميع الدرجات من الممتازة إلى الدرجات الأخرى؛ فلقد كنتُ منذ الصغر لدي ميول رياضية في كرة القدم، ولكن كنتُ ألعب احتياطيًا كمتفرج حتى نهاية المباراة إلا في النادر حين الإصابة أو ظرف طارئ نادر الحدوث في تلك الفترة؛ فلم يكن لي مركز محدد مع الفريق برغم أنني كنت أحب اللعب في الوسط كهواية لذلك المركز الذي كان مفقودًا نوعًا ما في الفرق المحلية في ذلك الوقت؛ حيث كان الأسلوب القديم مُسيطرًا في كثير من الأحيان نحو ممارسة هواية طقها والحقها بين مدافع ومهاجم قبل أن تتطور كرة القدم في أساليب حديثة متطورة، جعلت من الوسط الرياضي يهتم به بعد تجارب مريرة ونتائج أليمة. فلقد عرفوا أن الوسط يخفف الضغط على الدفاع وكذلك يُساند الهجوم؛ فلقد كانت النتائج للمباريات شبيهة في مباريات الجولة الخامسة من دوري روشن بنتائج كبيرة فما يهم قد حانت الفرصة في تلك المباراة أن ألعب حارس مرمى؛ نتيجة غياب النجم الشهير في حراسة المرمى في تلك المباراة ولم يجدوا غيري كمحاولة تجريبية لتغطية النقص الاضطراري حيث وجدت نفسي حارس مرمى في مباراة من أهم المباريات مع الفوارق الكبيرة إلا أنني نجوت بأعجوبة من حسن الحظ بل صدفة لم أستوعبها حتى الآن حيث كنت أتقدم كثيرًا إلى منتصف الملعب كما كان يفعل حارس كولومبيا الشهير “هيجيتا”.
ففي بعض الأحيان تنجح في مكان لم يخطر على بالك فلقد لمع نجمي وتم اعتمادي ضمن الفريق المُنظم للبطولة مع فئة الناشئين في حراسة المرمى، ولكنني لم أستمر لعدم الرغبة فلقد تخيلت نفسي لو أنني استمريت أن أكون ضمن المنتخب السعودي في مباراة الأرجنتين والسعودية التي كانت بطولة بحد ذاتها، وأفضل مباراة عالمية تاريخية من وجهة نظر الكثير من المحللين لكن شاء قدر الله أن أكون مع الحبر في ميادين الكتابة، ولم أكن لاعبًا في الملعب في فترة الخصخصة التي انطلقت وبقوة من هذا الموسم الذي رسم للرياضة السعودية خارطة نحو العالمية في تطور كبير وملموس وجهود مميزة تحتاج إلى مستثمرين رياضيين قد يكونون من الداخل أو الخارج، ولكن الفرصة كبيرة أمام المستثمرين قبل فوات الفرصة في أندية رياضية كبيرة، ولها قاعدة جماهيرية في زيادة ليس من الداخل فحسب بل حتى من الخارج فلقد استدركت نفسي في تلك اللحظات مع ما تبقى من كابتشينو في جملة قصيرة تحمل معاني عميقة أن الفرصة مازالت مُتاحة للمستثمرين قبل ارتفاع الأسعار مع التنافس الكبير في دوري عالمي.