تتوالى الأزمنة والدهور في حياة البشر، وتتغيَّر الأحداث والبيئات، ويستجد على الحياة تطورات في كافة المجالات، ويصل بعض الأحيان بهذه الثورة التكنولوجية إلى وجود تغييرات فسيولوجية في شخصيات بعض الأشخاص.. بعض وليس كل.
موجات التقدم التكنولوجي ساهمت بشكل كبير في إحداث تغيرات في التكوين العام للحياة البشرية وأصبح كل ما يحتاجه الإنسان مُتاحًا بكل يسر وسهولة.. ولكن !! لنفكر قليلًا ونحرك عقولنا أكثر وأكثر. فيمن هم من انكبوا على جعل هذه التكنولوجيا متوفرة للبشرية، ويعملون ليل نهار بل ويتسارعون ويتنافسون في إخراج كل ما هو جديد ويُساهم في راحة الإنسان. كم من الوقت استغرقوا.. وكم من الجهد البدني والنفسي والفكري، بذلوا. وكم وكم وكم.. إذًا هناك عمل وهناك جهد متواصل وهناك الكثير والكثير، في سبيل إيجاد راحة وسهولة للبشرية.
هؤلاء العاملون المفكرون المبدعون ممن ساهموا في هذا الزحف الهائل والغطاء التكنولوجي في سماء الأرض. يُقابلهم في التطابق الآخر، المستفيدون من هذه التكنولوجيا، المستهلكون لها، المتواكلون على أعمال الغير دون بذل أي جهد أو عطاء أو فكر، ويأتي بعدهم المهملون الذين يعتمدون على المتواكلين، وأصبحت حياتهم، بين مطرقة الاتكال وسندان الإهمال، ولو وقفت هذه التكنولوجيا لأي سبب من الأسباب، تجدهم متراخين لا يبذلون أي جهد أو فكر للعمل على إيجاد الحلول أمام الحاجة.
وكما قيل قديمًا: الحاجة أم الاختراع.
في هذه الأزمنة نقيس على وجود مثل هؤلاء كثيرًا، ممن يتكل على غيره في إيجاد حلول له في حياته، بل يصل به الاتكال إلى التراخي والإهمال وعدم اللامبالاة. أرجع وأقول البعض وليس الكل.
وفي كل أنحاء البشرية، وقس أيضًا على ذلك في معظم المجالات، ممن يتكل على غيره في أداء مهام عمله، ولو فكر الإنسان وبذل جهدًا أكبر واجتهد، وتوكل على الله في أموره كلها، لأصبحت حياته سعيدة بعد جهد العناء والمساهمة في التقدم والبناء، لما يخدم نفسه أولًا ومجتمعه وحياة البشر.
0