أكرم الله هذه البلاد المباركة بنعم عظيمة، وخيرات عميمة، وآلاء جسيمة، كانت بفضله تعالى سببًا لاستتباب الأمن، وسعة الرزق، وصحة الأبدان، وتحقيق مبدأ الأخوة بين الراعي والرعية.
ومن أكبر النعم على هذه البلاد منذ وحّد كيانها المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله-؛ أنها قامت على كلمة التوحيد، وتوحدت تحت هذه الراية، واستمدت سياستها من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فانطلقت مسيرة الخير والبناء والنماء في عهد قادة أوفياء سخّروا أنفسهم لخدمة دينهم، ووطنهم، ومواطنيهم حتى أصبحت بلادنا تسابق، وتزاحم الدول المتقدمة في وقت وجيز في كافة المجالات بفضل الله وتوفيقه.
ونظير هذه الجهود المباركة التي يحظى بها أبناء هذا الوطن المعطاء؛ فإنّ من الواجب على كل فرد ينتمي لثرى هذه البلاد الطاهرة أن يُسخّر كافة جهوده في العمل على تحقيق طموحات وآمال ولاة الأمر -حفظهم الله- تعالى، وفي طليعتها رؤية المملكة 2030 التي أصبحنا نجني ثمارها في كافة المجالات، ومن أهم العوامل الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف النبيلة – بعد توفيق الله – هو متانة وقوة اللُّحمة الوطنية بين القيادة والشعب؛ حيث نجد أنّ علاقة القيادة بالشعب منذ توحيد هذا الكيان الشامخ؛ لا تقف عند حدود وجوب طاعة ولاة الأمر التي أمر بها ديننا الإسلامي الحنيف فحسب؛ بل تتجاوز إلى ذاك الإحساس الملموس والفطري الذي يشعر به المواطن من قبل ولاة الأمر والذي يكمن في الحب الحقيقي المتبادل، والبذل السخي، وتلمس احتياجات المواطنين، والرغبة في توفير الحياة الكريمة، والشفافية والوضوح، والثقة الكاملة في قدرات وولاء هذا الشعب المخلص لقيادته، وعلى الجانب الآخر نجد حب الشعب وثقته واعتزازه وإخلاصه لقيادته في المنشط والمكره، فهنيئًا لهذا الوطن قيادة وشعبًا هذه اللُّحمة الوطنية، والتوافق في الفكر والهدف المبنية على ثوابت ديننا الإسلامي الحنيف، وما نلمسه من التلاحم بين القيادة والشعب يعد مفخرة نتباهى بها بين الشعوب، وصورة مشرقة تحكي للأجيال اللاحقة ملحمة سطرت أروع البطولات بمداد من ذهب لقيادة حكيمة، وشعب وفيّ يعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الوحدة الوطنية للوقوف صفًا واحدًا في وجه كل حاقد وناقم للدفاع عن ديننا ووطننا ومقدراتنا.
ومن المؤسف والمحزن حقًا، أن يشذ من بيننا بعض العناصر المارقة من دينها، وخلقها، وقيمها، ممن سولت لهم أنفسهم الخبيثة بخيانة وطنهم من أجل عرض من الدنيا زائل؛ حيث انسلخوا من تعاليم دينهم، وتجاهلوا حقوق وطنهم، واستأثروا بحب أنفسهم على حساب وطنهم وإخوانهم المواطنين، واستغلوا نفوذهم، وتجرأوا على الخيانة، ولَم يحفظوا الأمانة، وجعلوا من أنفسهم الخبيثة أدوات هدم لا بناء، فكشف الله سترهم، وفضح أمرهم، وأرداهم في شر أعمالهم، فأصبحوا من الخاسرين.
وحكومتنا الرشيدة لا تتسامح مطلقًا مع أية أعمال تسعى للإخلال بأمن واستقرار البلاد وأمن العباد، وستواصل الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن ومقدرات الدولة ومصالح البلاد، أو الإخلال بأمن وسلامة المواطنين والمقيمين على أراضيها من خلال كافة الأجهزة ذات الكفاءات العالية التي تعمل ليلًا ونهارًا بلا كلل أو ملل في سبيل تحقيق تلك الغايات السامية التي تهدف استتباب الأمن في ربوع البلاد، والاستمرار في مواصلة البناء والتطور والنماء في كافة المجالات بما يسهم في تحقيق الرفاهية ورغد العيش لجميع أفراد هذا الوطن المعطاء في ظل قادته الأوفياء.
0