سؤال مُجرد
غياب الفرق الرديفة في أندية الأهلي والهلال والنصر والاتحاد وأي أندية قد تنحى هذا المنحى وعزوفها عن المشاركة في هذا الموسم، ليس من صالح الأندية نفسها، وليس من صالح الرياضة السعودية بشكل عام؛ خاصة في ظل وجود ثمانية لاعبين محترفين أجانب في كل نادٍ من أندية دوري روشن السعودي، مما أضعف بشكل كبير مُشاركة اللاعبين المحليين في أغلب مباريات الدوري وبقائهم في دكة الاحتياط، مع احتمال كبير لعدم مشاركة معظمهم في مباريات الموسم، مما سيكون لهم بالتأكيد أثر فني ونفسي على تطوير مستوياتهم على المدى البعيد، وظهور إشكاليات محتملة في فترة الانتقالات الحرة أو الميركاتو الصيفي والشتوي؛ نتيجة رغبة بعضهم في الانتقال لأندية أخرى يلعبون فيها أساسيين، مما يؤثر على استقرار الأندية بلا شك.
كما أن غياب الدوري الرديف أو قرار بعض الأندية عدم المشاركة فيه، أو الوصول لمرحلة احتمالية إلغائه، من شأنه أن يُقلص بشكل كبير فرص اكتشاف المواهب أو منحها فرص للمشاركة في الأندية، وهذا من شأنه إضعاف الأندية على المدى البعيد، وتراجع فرص الفريق الأول لتدعيم صفوفه من خلال الاستعانة بنجوم الفريق الأوليمبي أو الفئات السنية لتعزيز دكة الاحتياط التي ما لم تكن قوية بنفس مستوى اللاعبين الأساسيين أو أقل بنسبة بسيطة فلن تفلح تلك الفرق في تعزيز قدرتها على المنافسة.
ما هي المصلحة من قرار عدم مشاركة الفرق الرديفة أو إلغائها؟
هو توفير مصروفات من قبل الأندية؟ لا أعتقد أن جواب هذا السؤال بنعم، يحقق أي مصلحة للأندية في ظل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على 75 في المئة من الأندية الأربعة الكبار، خاصة أن وجود الفرق الرديفة هو استثمار ناجح طويل الأجل، لا تغيب فائدته عن أي مراقب أو مشجع بسيط للدوري أو لكرة القدم.
والأهم من ذلك، هو تقليص فرص مشاركة دماء جديدة من نجوم الفرق الرديفة في المنتخب السعودي، وتقليص الخيارات أمام مدرب المنتخب الجديد الإيطالي روبرتو مانشيني في تدعيم صفوف المنتخب بنجوم جدد، والعمل عليهم لصناعة منتخب شاب قوي يعمل عليه لسنوات بناء حقيقيًا، بدلًا من الاعتماد على المتاح في صفوف الأندية الحالية وتكرار منتخب المدرب رينارد مع إضافات بسيطة، والذين سيتقدم بهم العمر عند حلول استحقاق المشاركة المونديالية أو القارية المقبلة أو التي تليها.
أتمنى أن تُعيد إدارات الأندية النظر في قرار عدم مشاركة الفرق الرديفة للأندية، وأن يتبنى الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة المسابقات، قرار فرض مشاركة الفرق الرديفة لكافة الأندية بل وإمكانية تدعيمها بمحترفين إلى ثلاثة أجانب؛ لتحفيز الجماهير على متابعة الدوري الرديف وتقويته ومنح الفريق الأول للمبادلة بينهم وبين أجانب الفريق الأول عند إصابة لاعب أو لأي سبب فني أو تعاقدي، وهذا بلا شك سيكون لمصلحة رياضة الوطن قبل كل شيء، ولمصلحة الأندية نفسها، ولتعزيز جودة مسابقات الدوري والكأس والسوبر والمشاركات الإقليمية والقارية والعالمية لأندية الوطن وللمنتخب الوطني السعودي.