المقالات

الاسم مُصلي .. الوظيفة مُدير !

*هل أنا (مدير) المسجد؟ أم أنا (مصلي) فقط؟
هذا السؤال دائمًا أطرحه على نفسي عندما أتواجد بالمسجد فأحيانًا أعيش دور مدير المسجد فأُراقب حضور وغياب الإمام والمؤذن، وهل الصلاة طويلة أم قصيرة؟ ولماذا يُصلي الإمام بقصار السور وخاصةً في العشاء والفجر؟ ويصلي بطوال السور في المغرب؟ وهل قدم درسًا وموعظةً أم لم يُقدم؟ ولماذا يتقدم المؤذن عن الوقت المحدد للإقامة ولو بدقيقة؟ ولماذا يتأخر أحيانًا عن وقت الإقامة ولو بدقيقة انتظارًا للإمام؟ وعند دخولي للمسجد أُسلم بصوتٍ عالٍ حتى ألفت انتباه الجميع، وبعد الصلاة أتلفت يمنةً ويسرة لأطمئن على الحضور وأتفرس في الوجوه لأُميز من صلى معنا من خارج جماعة المسجد، وأيضًا بعد الصلاة أتكلم بصوتٍ عال دون مراعاة لمن يصلون، أما لعبتي وساحتي فهي التحكم في تكييف المسجد وعلى أي درجة يكون وحتى وجهة الريش أين تذهب، هذا بخلاف فتح وإغلاق الشبابيك؟ ومراقبة ثلاجة المياه ومن شرب منها؟ وكم شرب؟ ومن لم يشرب؟!
*أما إذا عشت دور (المصلي) فقط:
فإني أحضر للمسجد بهدوء وسكينة وأخرج كذلك؛ كما أني مسالم ودود مع الجميع، وأكون منشغلًا بنفسي فقط ومتفرغًا لتلاوة القرآن وللذكر والدعاء والاستغفار، وعند دخولي للمسجد أُسلم بصوتٍ هادئ، ولا أتحدث مع أحد والمصلين يؤدون الصلاة؛ أما شؤون المسجد فأتركها بقضها وقضيضها للإمام والمؤذن إلا إذا طُلبت مشورتي.
*هذا سؤال تردد كثيرًا في ذهني فاخترت أن أكون (مصليًا) لا (مديرًا) للمسجد؛ وذلك حتى أتمتع بعبادتي ولا أنشغل عنها وحتى أُؤدي حق الله سبحانه وتعالى عليَّ بكل هدوء وسكينة وطمأنينة.
*وصلت إليَّ المقالة بالأعلى عبر إحدى القروبات بالواتساب مختومة بـ (منقول) ولا أعرف حقيقةً اسم كاتبها حتى نحفظ حقه الأدبي لكني نقلتها هنا بتصرف وعنونتها وأضفت عليها قليلًا مما فاتها؛ وذلك لأهميتها وواقعيتها وفائدتها ووجودها في معظم المساجد، وحتى نُركز حين نذهب لبيوت الله على أن نكون (مصلين) لا (مديرون) كما رمى الكاتب -جزاه الله خيرًا- من مقالته، وهذا لا يعني أن يكون الإنسان سلبيًا ومتجردًا من مسؤلياته الدينية والاجتماعية حين يحضر للمسجد ويرى أو يلحظ بعض الأخطاء البينة أو السلبيات المؤثرة، ولكن بعيدًا كل البُعد عن تقمص دور الرادار الراصد والمتصيَّد لكل شاردة وواردة !

(أنظف جامع بالمملكة)
وبما أن الشيء بالشيء يُذكر فقد تابعت وعبر قناة السعودية والإخبارية يوم الجمعة الماضي تقريرين جميلين عن جامع عمرو بن الجموح بالدمام، وبالمناسبة فهذا الجامع يُعتبر بالفعل أحد أنظف وأجمل وأميز الجوامع بالمملكة؛ حيث يحظى باهتمام وعناية منقطعة النظير من قبل القائمين عليه، ولذا فهم يستحقون منا أن نشُد على أيديهم وأن ندعو الله بأن يجعل ما يقدمونه من خدمة ونظافة وترتيب واهتمام لبيتٍ من بيوت الله في ميزان حسناتهم؛ كما ندعو كل من أكرمه الله بخدمة بيوت الله ويرنو للتميز إلى الاستفادة من تجربة هذا الجامع الفريدة والمُلهمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى