قدم الدكتور طارق الأحمري الأكاديمي في مجال التواصل بجامعة الملك سعود، تحليلا إعلاميا لحديث وظهور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عبر برنامج “Special Report” مع كبير مذيعي قناة فوكس نيوز الأمريكية بيرت باير، مؤكدا أن اللقاء كان مختلفاً وتاريخياً.
وأكد “الأحمري” في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس”، أن هذا اللقاء التلفزيوني يعتبر الأول الذي يظهر فيه سمو ولي العهد متحدثاً بشكل كامل باللغة الإنجليزية، حيث تمتع بظهور دقيق من خلال لغة سياسية عميقة، واضحة في السياقات القانونية، ومفردات معبرة للعالم الأجنبي، كما كانت تجربته مع اللغة الإنجليزية عظيمة وملهمة، لرجل يقود دولة ويتطور بشكل مذهل في كل الجوانب الشخصية.
وقال الأكاديمي في مجال الاتصال: “شفافية اللقاء أعطت انطباع مذهل لدى المذيع ليقول إنه لم يسبق له الحصول على مقابلة بهذا الحجم من العناوين والقوة والأخبار، ويسميها مقابلة تاريخية، والأمير أجاب عن جميع الأسئلة التي طرحها المذيع، وهذا يعكس أنه ليس لديه شيء لا يريد الحديث عنه، وهو قائد لديه رؤية ورأي ويطرحه كما يؤمن به!”.
وأضاف: “اختيار اللقاء يعتبر في مكان ذكي “نيوم”، حيث المشاريع النوعية التي ظلت “فوكس نيوز” تنشر عن مشاريعها لمدة أكثر من أسبوع بشكل متكرر، والفريق بالكامل منذهل بكل تلك الأعمال الإنشائية والمستقبل الذي يحدث في السعودية، وهذا سينعكس على كمية البحث عن المدينة ومشاريعها وتسويقها”.
وأشار الباحث بجامعة الملك سعود، إلى أن سمو ولي العهد وظف رسالة مهمة خلال اللقاء وهي “استمرار التطور والقوة والمنافسة”، وهي رسالة وطنية واضحة حتى في عمل يخدم السعوديين، مضيفا: “في اللقاء قال سموه: نعمل ما يخدم مصالحنا كسعوديين.. نحن نعمل ما يناسبنا.. وقتي هو لمتابعة ما يخدم مصالح السعودية وشعبها”، وهذا يعكس للعالم الأجنبي كاملاً قوة التركيز والبُعد الوطني، ويقول “السعودية أكبر قصة نجاح في القرن الواحد والعشرين!” وأيضاً عندما ختم قائلاً: “وتيرة تقدمنا ستستمر بسرعة أعلى، لن تتوقف أو تهدأ ليوم واحد!”.
وأكد طارق الأحمري أنه رغم أن اللقاء موجه لمجتمعات أمريكية وأوربية، إلا أن الأمير محمد بن سلمان حضر بالزي السعودي، ترسيخاً منه مجدداً في لقاءاته على أهمية تقدير المظهر الثقافي العظيم للسعودية وتاريخها وعراقتها.
واستكمل تحليله قائلا: “المحللون السياسيون في قناة فوكس نيوز الأمريكية يتحدثون عن ثقة سمو الأمير محمد في حديثه وهدوءه، يتحدثون بشكل كبير عن قوته في مواجهة كل الأسئلة، وليس لديه أي محاولة لإجابة سؤال بشكل غير مباشر، “دانا برونور” تقول أنا كنت في السعودية عام 2009م الوضع اليوم متغير تماماً بفضل هذا الرجل، وهذه التعليقات نادراً ما تكون بعد لقاءات سياسية في قنوات أمريكية!”.
واستطرد: “حكاية لغة الجسد عالم مختلف في هذا اللقاء، ابتسامة هادئة، ثبات في حركة اليدين وتحرك نخبوي تماماً في حال كان السؤال يحتاج للحماس والطاقة، في حال القوة يتموضع سموه بطريقة وملامح جادة جداً بروح قيادية، هذه القوة في استخدام لغة الجسد هي مرحلة عظيمة جداً تحلى بها سمو ولي العهد في هذا اللقاء وكانت ملفتة”.
وتابع في تحليله: “في جزء اللقاء الذي كان عبارة عن تجول على الأقدام، الذكاء الإعلامي فيه هو أن الحديث كان عن شخصية الأمير محمد، وتعريف الناس بمعلومات عن حياته، وماذا يفعل في أوقات فراغه؟، مثل ممارسته لألعاب الفيديو ورياضات مثل البادل والجولف والاستمتاع بالغوص والهايكنج، وذلك جاء أيضاً بحديث عن المشاريع، وتحدث الأمير بذكاء عن أن السعودية ليست مجرد صحراء، وستستضيف فعاليات متنوعة لأنها بيئة مختلفة وجاذبة، وهذا أقوى تسويق نوعي ممكن أن يشاهده المجتمع الأمريكي”.
وأوضح “الأحمري”، أن توقيت ظهور سمو ولي العهد مميز جداً، وجاء قبل اليوم الوطني السعودي بيومين، وبعد قمة G20، وتم استثمارها للحديث عن موضوعات مهم التمهيد لها من قائد قوي ومؤثر، وكذلك ملفات يتم إغلاقها تماماً إعلامياً، وملفات لفت النظر لها كمنجزات للإعلام العالمي، وهنا عبقرية وتاريخية هذا اللقاء في جذب الانتباه.
واختتم الباحث الأكاديمي قائلا: “ختاماً هذه المقابلة تعتبر نموذج عملي مهم للقيادات في فن مواجهة كل شيء، والإجابة على أصعب وأعقد الأسئلة بكل ثقة وسلاسة، حديث عميق، رؤية ملهمة، روح وطنية، قصة واضحة، أرقام حاضرة مثل الناتج المحلي، فخر يلامس المشاهد، قوة تصل لكل متابع، لقاء يستحق المشاهدة أكثر من مرة”.
0