المقالات

رسائل حازمة لولي العهد عبر “فوكس نيوز”

حديث صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مع شبكة “فوكس نيوز” وهي المقابلة الأولى لسموه مع شبكة إخبارية أمريكية منذ عام 2019، مثل خارطة طريق تكشف ملامح مستقبل السعودية والمنطقة والشرق الأوسط، ورسم بكل قوة صورة مُشرقة لمستقبل المملكة نحو مواجهة التحديات وتحقيق التطلعات؛ نظرًا لتأثير المملكة العربية السعودية، وشخصية ولي العهد القوي، محليًا ودوليًا.
المقابلة أظهرت صراحة ووضوح رؤية ولي العهد حول الملفات الداخلية والخارجية، واهتمامه الشديد بأمن الوطن وسلامة الشعب ومصالحه العُليا، من خلال التركيز على التنمية المجتمعية والاقتصادية عبر تنفيذ رؤية 2030، كما كشف حديثه رؤية المملكة لقضايا المنطقة والعالم.
الحديث كشف عن الوضع داخل المملكة، من حيث التأكيد على سلامة الوطن والمواطن، وتعزيز الأمن، وإصلاح بعض القوانين، وعدم التدخل في عمل القضاء، والسعي لنقل السعودية إلى الأفضل دائمًا، وتحويل التحديات إلى فرص وأظهر ملامح مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، والتأكيد على مكانتها الدولية ودورها المحوري في السياسة الدولية والإقليمية؛ حيث كشف ولي العهد أن المملكة حققت أسرع نمو في الناتج المحلي من بين مجموعة العشرين لعامين متتالين، وأن جميع البرامج والمخططات التي جاءت بها رؤية 2030 لم يكن الهدف منها سوى الصالح العام، ممثلًا في تنمية الوطن ورفاهية المواطن.. وأظهر سمو الأمير ثقته وحبه لبلاده حينما قال: إن المملكة هي “أكبر قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، وهي قصة هذا القرن”.
الحوار أظهر ثقة سمو الأمير في المواطن السعودي وقدراته وإمكاناته، حيث أكد أن التغيير في المملكة، ما كان له أن يحدث؛ لولا وجود المواطن الراغب في التغيير، والساعي إليه بشتى الطرق.
وعن السياسة الخارجية للمملكة – برأيي – أعرب سمو الأمير، عن تطلع المملكة لحل سياسي مستدام في اليمن، وأن السعودية أكبر داعم لليمن في الماضي واليوم وفي المستقبل.. وحان الوقت لانتهاز الفرصة للسعي لإنهاء الصراع.. وهو ما يكشف رغبة المملكة القوية وسعيها الدائم على تحقيق الاستقرار في البلد الشقيق اليمن وفي جميع ربوع العالم.
ومن هذه الملامح، ما أكده ولي العهد من أنه لو امتلكت طهران سلاحًا نوويًا فإن المملكة ستفعل الأمر ذاته “لأسباب أمنية ولتوازن القوى”، كما حذّر الأمير محمد من أن أي دولة ستستخدم السلاح النووي “ستكون في مواجهة حربية مع باقي دول العالم” وتابع “من غير المجدي الحصول على سلاح نووي، لأنهُ لن يستخدم… العالم لا يحتمل هيروشيما جديدة بسبب الأسلحة النووية”، وهذه التصريحات تجعل ولي العهد أيقونة دولية تسعي للسلام والاستقرار بالشرق الأوسط والعالم.
وكشف الحوار، أهمية القضية الفلسطينية، للمملكة العربية السعودية وسعيها التاريخي لتحقيق سلامة وأمن الشعب الفلسطيني، أن المسألة الفلسطينية مهمة وينبغي حل هذا الجزء في مسار “التطبيع” وأن السعودية مهتمة “بحصول الفلسطينيين على حياة أفضل”، وأنها مستمرة في المفاوضات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الملف الفلسطيني، وإنه لا علاقة للمملكة مع إسرائيل حاليًا.
كما كشف الحوار، عن أن مجموعة دول “بريكس” التي ستنضم إليها السعودية اعتبارًا من يناير المقبل، ليست ضد الولايات المتحدة بدليل وجود حلفاء واشنطن داخلها وأنها ليست “تحالفًا سياسيًا”، كما أكدت المقابلة علي أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وأمريكا، باعتبار أن واشنطن هي الشريك الاستراتيجي الأهم للرياض، ما يكشف حرص الأمير محمد بن سلمان، والسعودية على تنويع شراكاتها مع القوى الدولية المختلفة، وتوسيع نطاق تعاونها العالمي.
وأكدت المقابلة، الدور القوي للمملكة في سوق الطاقة وأنها رمانة الميزان في حفظ التوازن به، حيث أكد سمو ولي العهد أن المملكة تراقب العرض والطلب في سوق النفط، وتتخذ ما يلزم من إجراءات من أجل استقرار الطاقة وأن دور المملكة في أوبك + يتمثل في سد الفجوة بين العرض والطلب، وهي تفعل ما يلزم بهذا الشأن”.
وفي المجمل، فإن المقابلة أظهرت أن سمو ولي العهد رجل قيادي يمتلك رؤية واضحة على المستويين المحلي والدولي، ويمتلك رأيًا سديدًا وحبًا وإخلاصًا لبلاده وللمنطقة العربية والإسلامية، وقدرة فائقة على مواجهة التحديات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى