لقي لقاء سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان مع كبير مذيعي قناة “فوكس نيوز” الأمريكية بيرت باير أصداءً واسعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي الأوساط الإعلامية العربية والأجنبية، ما يعكس مكانة السعودية اليوم على الخارطة الدولية كمركز ثقل اقتصادي وسياسي. ولفت اللقاء نظر العديد من المراقبين لما تضمنه من معلومات وحقائق حول المملكة رؤية وأهدافًا وإنجازًا وواقعًا اقـتصاديًا وتنمويًا يعكس قصة نجاح أبهرت العالم، وذلك من خلال حديث سموه الذي اتسم بالصراحة والشفافية بلغة إنجليزية سلسة وفكر منفتح وشخصية كاريزمية لها حضورها اللافت وجاذبيتها الواضحة، وحيث ظهر للعيان ما يتمتع به سموه من ذكاء وفطنة وثبات وثقة عظيمة بالنفس. واكتسب اللقاء أهمية خاصة كونه يجيء عشية اليوم الوطني السعودي في ذكراه الـ 93، وعلى أرض “نيوم” – أكبر مشاريع رؤية 2030- وتركيزه على البُعد الاقتصادي في الإنجازات السعودية من خلال تحديد سموه للعديد من المعايير الاقتصادية التي تنتهجها المملكة، وكشفه عن أهم مراحل التطور الاقتصادي الذي شهدته المملكة في السنوات الأخيرة الماضية، بما قدم الدليل على نجاح مسار الإصلاح الاقتصادي بعد إطلاق رؤية 2030، التي تحقق العديد من أهدافها قبل موعدها، وحيث أصبحت السعودية اليوم “أكبر قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين”، وواحدة بين أسرع دول مجموعة العشرين نموًا، مما يعكس الإصلاحات المستمرة التي تنتهجها الحكومة السعودية.
مخاطبة سموه للعالم الغربي من خلال هذه القـناة الأمريكية، وحديثه عما حقـقـته المملكة وما تحققه من إنجازات ونجاحات على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية والدينية، يعتبر إنجازًا سعوديًا إعلاميًا ناجحًا بكل المعايير، ورسالة إعلامية ترسم صورة جميلة للواقع السعودي الراهن بكل ما يتسم به من حقائق وإشراقات وإبداعات. ولعل أبرز ما تضمنته تلك الرسالة:
– التأكيد مجددًا على أن تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني هي قضية أساسية مهمة لتحقيق التطبيع مع إسرائيل. ولو تحقق التطبيع في ظل الشروط السعودية “ستكون هذه أكبر صفقة سياسية منذ الحرب الباردة”.
– توفير حياة جيدة للشعب اليمني يمثل أولوية رئيسية للمملكة العربية السعودية، والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط الكبير أمر بالغ الأهمية للأهداف الاقتصادية والسياسية للمملكة. ولكي تكون هناك منطقة مستقرة ونمو اقتصادي، لا نحتاج إلى رؤية أي مشاكل في اليمن.
– نحتاج إلى رؤية العراق يمضي قدمًا، نحتاج إلى أن تمضي إيران قدمًا، ولبنان يمضي قدمًا، وبقية دول المنطقة، ذلك أنه عندما كانت المنطقة مضطربة، خرجت علينا داعش، وخرج علينا تنظيم القاعدة، وحدثت الهجمات الإرهابية.
– الشراكة مع أمريكا راسخة وعلاقتنا مع واشنطن لم تتغير، وهو ما يؤكده قول سموه: لا تزال الشراكة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة مستمرة حيث يعمل البلدان معًا في قضايا مختلفة.
-سنحصل على القنبلة النووية حال حصول إيران عليها، والعالم ليس في حاجة لرؤية هيروشيما ثانية، ووجهة نظر سموه في ذلك انك لست في حاجة للحصول على سلاح نووي، لأنه لن يكون في وسعك استخدامه بدون الدخول في حرب مع بقية العالم.
– الممر التجاري بين الهند وأوروبا عبر دول الخليج سيؤدي إلى تجارة أكثر سرعة وأكثر أمنًا، ولا يتعارض مع مشروع الصين الكبير “الحزام والطريق”.
– الارتفاع في أسعار النفط يتوقف على ثبات السوق، ولا يهدف إلى دعم روسيا، وإنما يخضع لمبدأ العرض والطلب.
– استمرار المملكة في جهودها للوساطة بين روسيا وأوكرانيا لفض النزاع بينهما.
حديث سموه لقناة “فوكس نيوز” – استنادًا إلى ما سبق – نقلة نوعية في السياسة السعودية الخارجية التي تبدو الآن أكثر واقعية، وأكثر برجماتية، وأكثر قدرة على تحقيق أهدافها، وهو تأكيد جديد على أن مسيرتنا المباركة خلف القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان تسير بخطى ثابتة وواثقة تطلعًا نحو الوصول إلى أهدافها بوتيرة متسارعة وهمة وعزيمة لا تتوقف عند حد، فوتيرة التقدم في السعودية – كما ذكر سموه- “مستمرة بسرعة أعلى ولن تتوقف أو تهدأ ليوم واحد”.
0