مرت الجزيرة العربية بالعديد من الأحداث التي سجَّلها التاريخ منذ بدء الخليقة إلا أن هناك حدثين مهمين حدثا في جزيرة العرب غيّرا مجرى التاريخ وسجلا صفحات المجد ..
أولهما:
بعثة المصطفى محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم- في مكة المكرمة ثم إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، والتي بسببها اجتمعت قلوب قبائل العرب وتوحدت وانتشرت راياتهم في مشارق الأرض ومغاربها ينشرون الإسلام، وكانت الدولة الإسلامية التي فاقت الحضارات السابقة، وصنعوا حضارة حديثة استفاد منها العالم ولا يزال أثرها باقيًا ما بقيت الحياة.
أما الحدث الثاني:
فكان قيام الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بتوحيد قبائل الجزيرة فبعد أن كانت القبائل مشتتة تعيش على السلب والنهب، وصد غزوات المعتدين من الغزاة فرحت بعودة الملك عبد العزيز وسعيه في توحيد الجزيرة العربية فسارعت وعن طيب خاطر إلى مبايعته ودعمه في إنجاز مشروعه الكبير حتى تأسست المملكة العربية السعودية، وأصبحوا بعد العداوات يدًا واحدة في دولة واحدة تنافس الدول المتقدمة في كل مجال، واستمرت في التقدم والرقي بعد وفاته -رحمه الله- مع أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعًا، وهاهي مملكة العز والشموخ في عهد الملك سلمان -حفظه الله- وبمساعدة ولي عهده الأمير محمد بن سلمان أمل الوطن أصبحت المملكة تطاول السحاب في شموخها وعزها، وتسابق الأمم في التطور والعلم حتى أصبحت في مجموعة العشرين الاقتصادية العالمية ومن أسرع الدول نموًا.. نتابع بكل فخر واعتزاز المشاريع التنموية الكبيرة في جميع أنحاء الوطن، نتابع فوز الشباب السعودي بالجوائز العالمية في مجالات العلم المختلفة، ونتابع وصول الشباب السعودي بكل فخر إلى الفضاء، ونتابع بكل فخر سعي الدول الكبرى لنيل صداقة المملكة، ونتابع بكل فخر مسارعة الدول لدعوة قيادتنا لزيارتهم وحفاوة الاستقبال التي يحظون بها في كل دولة يزورونها وفي الزيارات الأخيرة لسمو ولي العهد دليل على ذلك، ونتابع بكل فخر التغير الكبير في سياسة الدول العظمى التي كانت تهدد بأن تجعل السعودية منبوذة فأصبحت تلك الدول تسعى لنيل رضا السعودية ..
مهما تحدثنا وتحدث الكتَّاب في مقالاتهم عن السعودية؛ فلن يستطيعوا إبراز جميع النجاحات، ولا يزال بفضل الله ثم بفضل جهود شباب الوطن المخلصين وتحت قيادة حكومتنا لا يزال التطور في كل مجال مستمرًا، وسيستمر مسابقًا للزمن ومتحديًا العقبات والصعاب، ولنا في قول سمو ولي العهد في المقابلة الأخيرة التي تابعها العالم جميعًا الدليل القاطع في استمرار التفوق والسعي لأن تكون السعودية ضمن الدول القلائل في مقدمة ركب الحضارة.
وبمناسبة هذا اليوم الوطني الغالي علينا أهنئ قيادتنا والشعب السعودي كافة وكل من يعيش على ثرى هذا الوطن، وأسأل الله أن يحفظ لوطننا قيادته ووحدته، وأن يُديم علينا الأمن والأمان.
والحمد لله رب العالمين.
الباحة – المندق