المقالات

كل عام وأنتَ يا وطني الحياة

اكتسى لباسًا زاهيًا كعادته.. كلما ازداد عمرًا ازداد تألقًا وبهاءً، فليس صحيحًا أن من يزداد عمرًا يشيّخ ويضعف.. فمن كان مشبعًا بالحياة سيزداد في كل عام جديد شبابًا وعنفوانًا.. وها هو عام جديد يشرق بنمو الوطن.
هل أقول صباحك حب.. أو أقول صباحك جمال.. سأقول صباحك حياة تنبض بالحب وترتسم بالجمال في كل يوم تشرق فيه شمسك يا وطني.. فكلمة وطن لست ترانيم تُردد أو كلمات تُغنى.. وطني أنتَ دارنا.. ودرعنا الآمن الذي يوشحنا بدفء السلامة والاستقرار، أنتَ قلب تمتد شرايينه لتغطي أرضًا اتسعت آفاقها فتنبض إحياءً لها، أنتَ بسمة ارتسمت لتضيء الكون بإشراقتها..
إن مملكتنا العربية السعودية كانت ولا زالت فخرًا نحمله في قلوبنا، زرعت فينا الانتماء الذي كبر مع عمر أيامنا، وتأصل في أرواحنا اعتزازًا وفخرًا بأننا ننتسب لأرض تمسكت بأصولها عقيدة ونهجًا وتراثًا ومجدًا، وجعلت منا نبراسًا متوهجًا أينما سرنا وعلى أي أرض وطأت أقدامنا.
إن الوطن الذي يبني مجدًا ويحيي شعبًا هو وطن يكوّن لنفسه قوة تحميه وتسانده في مواجهة تحديات الحياة، فالدول تقوى بشعوبها، فكيف إذا كانت دولة قد هيأت لشعبها سبل الحياة الكريمة كلها من توفير متطلبات المعيشة والرفاهية التي يتطلع لها كل شعب؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر الذي ستعجز عنه الكلمات: ما نراه من سعي بلادنا لرفع مستوى الاقتصاد ليوازي اقتصاد دول العالم في كافة الجوانب الصناعية والتجارية والسياحية والترفيه، واهتمامها بصحة وسلامة المواطنين بما مهدته لهم بإنشاء شبكة قوية من الرعاية الصحيّة التي تكفل لكل مواطن تلقي الرعاية العلاجية الكاملة في أحضانها، بتهيئة المستشفيات والمراكز الصحية ذات الكفاءات العالية والمتميزة، وبأحدث الأجهزة الطبيّة المعروفة على مستوى العالم.
وفي جانب التعليم نجد أن المملكة قد فتحت نوافذ واسعة له باستقطاب الكفاءات من أصحاب الرتب العلمية العالية، وابتعاث أبنائها للوقوف على أحدث ما توصل إليه العلم حول العالم والنهل من علوم وثقافات الشعوب، ومشاركاتها العالمية في المسابقات والأولمبيات العلمية التي جعلت من اسم الطالب السعودي نبراسًا في سماء الإبداع.
ولم تكن المملكة حضنًا دافئًا لأبنائها فقط، بل تجاوزت يدها الحانية لكل من يستظل بظلها أو يحتاج وقفتها ومساندتها، وتشهد على ذلك المساعدات التي تقدم لمن يقيم على أرضها من غير أبنائها ويــد العون التي طالت شعوب العالم في مواجهة المخاطر وصراعات الحياة، ومساهمتها في نشر الأمان والتآلف بين شعوب العالم.
إن الوطن هو الأم الحنون التي تحمي أبناءها من كل ما قد يؤذيهم. فأن تكون لك أمًا عظيمة كالمملكة العربية السعودية فأنت قد ملكت الدنيا، وعشت في ظلٍ آمن وأمان دائم، ولك في ذلك الفخر والاعتزاز، ثلاثة وتسعون عامًا وما زلنا -بتتابع الأجيال- نحلم ونحقق أحلامنا ونراها واقعًا قد ارتسم على سمائها.
كل عام وأنت يا وطني بخير..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى