كانت منابر الإعلام، ودوائر السياسة، ومنظروها، في الغرب، (تسخر) ! من الملك عبد العزيز آل سعود (رحمه الله)، عام 1902م وما تلاه قائلة: (ابن سعود) يريد أن يصنع أو يقيم دولةً في (الصحراء)!!
لكنه نجح.
هكذا كانت نظرتهم!
لقد فات على هذه المنابر، والدوائر، وقد تناولت هذا في مقالة سابقة، منذ عدة سنوات بعنوان: (عيد الرياض)، وترجمت تلكم المقالة للغتين (الفرنسية والإنجليزية). فات عليهم، أن (ابن سعود) لم يكن غازيًا، أو محاربًا، أو بدعًا، بل كان بطلًا عائدًا، لاستعادة وطنه، وشعبه، وملك آبائه، وأجداده، من أيادي وكلاء وعملاء (تركيا العثمانية)، التي ناصبت العداء، للسعوديتين الأولى، والثانية، على امتداد 200 سنة، والسبب الوحيد، لهذا العداء، والحقد الأسود، (دستور) السعوديين، ومنهجهم، ودعوتهم (الإصلاحية، السلفية، الربانية، المحمدية) بحكم أن فيها، وفق منظورهم، خطرًا! على توسعات تركيا الاستعمارية، ومنهجيتها، القائمة على الصوفية، وغيرها من المذاهب الهدامة، الغبية ( المُلّهِية) للشعوب العربية، من التحرر، والتخلص من هيمنة الطربوش التركي.
•نجح (ابن سعود) فأسس (وطنًا)
ونجح، [أبناء الوطن]، بإجماع علماء، ومفكرين، ووجهاء، وأعيان، نجد، والحجاز، وغيرها، بتغيير اسم حكومتهم، وإقناع الملك عبد العزيز، بتغيير اسم وطنهم، وحكومتهم إلى:
(المملكة العربية السعودية)، وعاصمتها، (الرياض) وهذا مالا يعرفه الغرب والشرق، بأن (أبناء الوطن)، هم من (سموا) وطنهم بهذا الاسم العظيم. وليس ابن سعود، بعد مخاض واجتماعات طويلة، استضافتها مدينة (الطائف)، وشارك فيها، أهل العلم، والفكر والرأي، من الجنوب إلى الشمال، ومن الماء إلى الماء، بحكم أن ابن سعود، كان مشغولًا وقتها بما هو أهم، ومن ذلك مقارعة، بريطانيا العظمى، في وقتها، والتي بدورها هادنته بمعاهدة العقير (1922م)، (بمنطقة الأحساء)، ثم جددتها بعد عشر سنوات باتفاقية (جدة)، خوفًا من (تمدد) ابن سعود لمستعمراتها، ومحمياتها، الملاصقة لدولته، وطموحاته التوسعية، بعد أن (توجست) منه! سيما وأنه لم يكن حليفًا لها، في حربها العالمية الأولى (1914-1918م) كالشريف حسين، (شريف الحجاز ) فضربت له، ولشعبه، وجيوشه القبلية، الضخمة (ألف حساب) وهي أي (بريطانيا)، التي قد قرأت تاريخه، وتاريخ أسلافه العرب، الذين سبق، أن أسقطوا، أكبر إمبراطوريتين في التاريخ (فارس والروم)، خلال (ستة أشهر) فقط.
فكانت بريطانيا، لا ترى في (ابن سعود، ورجاله) إلا امتدادًا لأصولهم، وأسلافهم، والإنسان كما يُقال: (ابن بيئته) شجاعة، وطموحًا ….إلخ مهما امتدت القرون، وتعاقبت.
فبعد أن استقرأت عبقريته ، وطموحاته، ودهائه (هادنته).
ثم إنه كان مشغولًا أيضًا، بحروبٍ جديدةٍ، كحروبه على (الأمية) الضاربة، التي (أصلت وأسست) لها، تركيا العثمانية!! فدفعت المنطقة العربية، ثمنها غاليًا، ولا زالت !!.
وتوابع سياستها، الإجرامية، (التخليفية) المتعمدة، كالأمراض المستوطنة، مثل: السل، والجدري، والطاعون، والكوليرا …إلخ من هذه الحروب، التي عاش معها أبناؤه الملوك، من بعده عقودًا من الكفاح – يرحمهم الله- كفاحًا، وجهادًا أصعب، وأطول، من الجهاد الحربي لتوحيد الوطن.
نجح -رحمه الله-، وأبناؤه الملوك من بعده، في بناء دولة عصرية، حضارية، نرى فيها مع عصر (سلمان الحزم) و(محمد العزم)، طفرة علمية، وصحية، وفكرية، وثقافية، واقتصادية، حتى باتت في عصر الملك سلمان، تُصدر العلماء، لجامعات، ومستشفيات الغرب، وأبنائها وبناتها، يحصدون الجوائز، العلمية العالمية. واقتصادها، ضمن أقوى 20 اقتصادًا دوليًا، وسياستها، محور السياسات العالمية…إلخ.
استفاق (الغرب الساخر) وإعلامه الآن على دولة، عالمية، أنموذجية بكل المقاييس في (الصحراء) !
التي كان (باطنها)، مخازن الخير (وسطحها) ثروات، وطاقات نظيفة، وظهر لهم أيضًا، أن وطن عبد العزيز، ليس صحراء، فحسب، بل إنه يجمع، (بيئات الدنيا ومناخاتها) ! ففيه غابات، وجبال، وهضاب، وشعاب، وواحات، وجزر، وشواطئ، دافئة وباردة، وفيه حر وبرد، ودفء، واعتدال، حتى الثلوج، تنزل شتاءً على شماله، وصيفًا على جنوبه، في أغسطس اللهاب!
•أشرقت شمس الحلم الجميل، على (دولة عصرية)، باتت واسطة عقد الأوطان، وماسة الشرق، وسنتر الدنيا، سيعبره شريان الخير
أو (شريان الاقتصاد العالمي) من الهند في آسيا، إلى المكسيك، في أمريكا اللاتينية، والذي أعلنه (عراب التنمية)، محمد بن سلمان، منذ أيام، في مؤتمر دلهي، وهو الشاب (المدهش) الذي يحلم، بأن تكون المنطقة العربية، هي (أوروبا الجديدة).
•لم يموت عبد العزيز فلا زال بيننا.
# كاتب رأي
وعضو اتحاد الإعلاميين العرب.
0