قبل بضعة أيام، وبالتحديد مساء يوم السبت 22 سبتمبر وبعد أن قمت بإرسال التهنئة لبعض الأحبة من بلد العز والمحبة بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، تواصل معي موسيقار الصحافة الخليجية أخي عبدالله الزهراني رئيس تحرير صحيفة مكة الإلكترونية، وبحسه الصحفي وحدسه أو حاسته السادسة سألني إن كان لدي مقالة بهذه المناسبة؛ فقلت له لدي حكاية سأكتبها ولكن بعد انتهاء الاحتفالات.
بعد صلاة الفجر يوم السبت 23 سبتمبر كنت في مطار الشارقة في انتظار الطائرة متوجهًا إلى القصيم في زيارة خاصة للقاء شخصية استثنائية بكل المقاييس.
قبل بضع سنين (لن أذكر أي تواريخ لكي لا يبدأ البعض في حسابات الأعمار وغيرها خاصة ونحن مازلنا شبابًا) وصلت أنا وزوجتي إلى مدينة بلومنجتون في ولاية أنديانا؛ لدراسة الماجستير ثم الدكتوراة في جامعة أنديانا، وأبرز ما يميز تلك المدينة أنها شبه قريبة صغيرة وأكبر ما فيها هو الجامعة. وفي مرحلة البحث عن سكن وجدنا أن هناك عمارة من 11 دورًا مخصصة لسكن طلبة الجامعة المتزوجين فسعدنا بذلك ثم زادت سعادتنا عندما اكتشفنا أن الغالبية العظمى من السكان هم من الطلبة العرب وأغلبهم من المملكة العربية السعودية، ولقد كان لهذا المكان أثر إيجابي رائع؛ حيث تعرفنا على مجموعة من الزملاء على مستوى الرجال والزوجات أيضًا تكونت بينهن علاقات صداقة.
أمضيت هناك سنة واحدة حيث ولدت ابنتي أمل في تلك المدينة ثم غادرنا تلك الولاية لأننا لم نتحمل البرد والثلج هناك فانتقلنا إلى كاليفورنيا … ومرت السنوات وانشغل كل واحد منا في دراسته ثم بناء مستقبله، ولكن خلال السنوات الأخيرة بدأت أسأل عن بعض الأسماء التي أذكرها مثل الدكتور علي النجعي والدكتور ناصر الصايغ وأسماء أخرى، ولكني لم أتمكن من التواصل المباشر مع أي منهم.
وخلال عملية ترشيح واختيار من سيتم تكريمهم من الرواد هذا العام تم اختيار الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المشيقح، وهو شخصية استثنائية فهو رائد في العلم والتعليم والثقافة والقيادة والتنمية المجتمعية المستدامة، والقائمة تطول وبعد أن أرسلت خطاب قرار التكريم إلى الدكتور عبدالرحمن المشيقح ومع تكرار الاسم شعرت كأن الاسم ليس بغريب على الذاكرة، وعندما قرأت تفاصيل سيرته الذاتية اكتشفت أننا كنا زملاء في نفس الجامعة وكنا نسكن في نفس المبنى، وكان بين زوجاتنا علاقات معرفة وزيارات. ومنذ تلك اللحظة بدأت أنقب في الذاكرة ولكن لتأكيد ذلك كان لا بد من الاتصال الهاتفي المباشر وفعلًا اتصلت بالدكتور عبد الرحمن وسألته بعض الأسئلة، وفعلًا كانت المفاجأة الرائعة أننا فعلًا كنا معا في تلك المرحلة ثم انقطعت الأخبار بعد مغادرتي لتلك المدينة.
كنت أعلم أني سألتقي بصديق الصبا الدكتور عبدالرحمن عندما يأتي هنا إلى الإمارات للتكريم يوم 15 أكتوبر، ولكن وددت أن أخصه بين بقية المكرمين بزيارة خاصة لتأكيد الدعوة؛ ولذلك وبدون مقدمات اتصلت به وقلت له إني أصل صباح يوم السبت 23 سبتمبر فقال هذا اليوم الوطني للسعودية فقلت له نعم أعلم ذلك؛ ولهذا أردت أن أحتفل به معك وفي واحة العز القصيم.
قبل أن أغادر البيت إلى المطار سلمتني ابنتي أمل ما يشبه المغلفات وقالت هذه هدايا بسيطة بمناسبة اليوم الوطني السعودي وهي على شكل جواز السفر السعودي كغلاف ثم بداخله كيس صغير فيه قهوة عربية سعودية فقلت لها أنا أعرف كيف سأوزع هذه الهدايا حيث إني قبل عامين وصلت مطار الدمام في نفس اليوم الوطني، وبمجرد خروجنا من الطائرة وجدنا مجموعة من الأطفال والطلبة المتطوعين وبيد كل منهم وشاح أخضر ووردة قدموها لكل زوار المملكة؛ ولذلك قلت في نفسي من المؤكد أن مطار القصيم يخبئ لنا مفاجأة مماثلة وسأقدم للأطفال والطلبة هذه الهدايا. وصلت مطار القصيم ولم تكن هناك أية استقبالات ولا ورود ولا غير ذلك ولذلك لم أوزع شيئًا.
اللقاء مع الأخ الدكتور عبدالرحمن المشيقح كان رائعًا استذكرنا فيه رحلة السنوات السابقة منذ كنا طلاب ماجستير إلى الآن، وقد شاركني رحلته بزيارة لمكتبته المميزة التي تحتوي أكثر من 30 ألف عنوان من أمهات الكتب والدوريات بل إن بها بعض الكتب التي كانت مقررة في الجامعة ثم أخذنا جولة في محطات مميزة في تاريخه أبرزها تاسيس جامعة المستقبل.
هكذا احتفلت باليوم الوطني السعودي 2023 وطبعًا عدت محملًا بالهدايا من كرم الدكتور ابتداء من التمر الكليجة، وغير ذلك من منتجات مميزة للقصيم وأود هنا أن أدعو الجميع لحضور مؤتمرنا العالمي الثامن للريادة والابتكار والتميز يومي 15 و 16 أكتوبر في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث سيتحدث الدكتور عبد الرحمن عبدالله المشيقح مع نخبة من الزملاء المكرمين عن أبرز محطاته المهنية.
وعلى الحب دومًا نلتقي …
0