المقالات

الذكاء الاصطناعي.. مراحل التكوين (٢)

يمكن القول: إن أصل روبوتات الدردشة التفاعلية يكمن في الورقة البحثية العلمية التي نشرها العالم البريطاني (آلان تورينج) عام 1950م، بعنوان (الآلات الحاسوبية والذكاء)، والتي اقترح بعدها إجراء اختبار عُرف باسم (اختبار تورينج)، وأصبح بعدها لهذا الاختبار أثر كبير في المناقشات التي تمت حول الذكاء الاصطناعي، وفي عام ١٩٥١م تم كتابة أول برمجة حاسوبية عن طريق الذكاء الاصطناعي، وفي عام ١٩٥٥م تم إنشاء أول برنامج تعليم ذاتي للعبة الشطرنج؛ حيث علمت الآلة نفسها اللعبة.
وفي عام ١٩٥٩م أنشئ معهد الذكاء الاصطناعي بمعهد ماساشوستس للتقنية (MIT)، الذي ساهم في تطوير الذكاء الاصطناعي ونشر الأبحاث التي قام بها علماء في التقنية، والتي أدت إلى هيمنته التقنية.
قامت شركة جنيرال موتورز في عام 1961م باعتماد أول روبوت صناعي مؤتمت في خط إنتاج السيارات، وفي عام ١٩٦٤م تم إنشاء أول برنامج ذكاء اصطناعي يملك القدرة على فهم اللغات المنطوقة غير البرمجية.
دُشّنت (إلايزا) في عام 1965م أول روبوت دردشة في تاريخ علوم الحاسب، وقد طوره (جوزيف وايزنباوم) الأستاذ والباحث في مختبر الذكاء الاصطناعي التابع لمعهد ماساتشوستس، وكان هدف جوزيف في البداية هو إمكانية إجراء محادثة بين الحاسوب والمستخدم البشري من خلال التعرف على الكلمات أو التعبيرات الرئيسية وعرض أسئلة المتابعة المكونة من هذه الكلمات.
أما في العام ١٩٧٤م فقد تم ابتكار أول مركبة ذاتية القيادة في معمل جامعة (ستانفورد) للذكاء الاصطناعي، وعام ١٩٨٩م قامت جامعة (كارنيجي) ليمون للتقنية بإنشاء مركبة ذاتية بشبكة عصبية تُماثل العقل البشري.
غير أن أهم مرحلة في فعالية الذكاء الاصطناعي وإثباتًا لجدارته، هو فوز برنامج شركة آي بي إم (IBM) المسمى بديب بلو (Deep blue) على أسطورة الشطرنج (جاري كاسبيروڤ) في اللعبة ذاتها في العام ١٩٩٧م.
واتسمت سنوات بداية الألفية بتسارع وتيرة التطوير في مجال الذكاء الاصطناعي؛ فبدأت في عام 2004م، ظهور تطبيقات جديدة على الروبوتات، مثل الروبوت (أيبو) التابع لشركة سوني اليابانية أو الروبوت التعبيري الخاص بمعهد الـ (MIT) وغيرهم الكثير.
وبدأت هذه التطبيقات في الانتشار حتى وصلت لأيدي الأفراد، متمثلةً في برامج كـ (Siri) الخاص بهواتف آبل و(Google Now) في هواتف الـ(Android) في العام ٢٠١١م، حتى مرورًا بالـ(ChatGPT) الذي أطلقته شركة (OpenA1عام 2022م)، وخلال أقل من أسبوع وصل عدد مستخدمي الإصدار التجريبي من (ChatGPT) إلى مليون مستخدم. وقد أثارت روبوتات الدردشة وخاصة (ChatGPT) مخاوف كبيرة بشأن تأثيره على سوق العمل في وظائف يقوم بها العنصر البشري، كخدمة العملاء ومهنة المحاماة وكتابة المحتوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى