المؤلف والكاتب والمدير المالي البريطاني (جون بوغليانو) يتوقع باختفاء الكثير من المهن بسبب تطور وسائل التكنولوجيا؛ وفي هذا المجال يقول: “إن أي عمل روتيني يسير وفق خطوات متوقعة سينجز عن طريق لوغاريتمات رياضية، وذلك في مدة لا تزيد عن عقد أو عقدين من الزمن على الأكثر خاصة في الدول المتقدمة”.
حول ذلك ألف وكتب (جون بوغليانو) الكثير من المقالات ومجموعة من الكتب المحفزة، من أشهرها كتابه بعنوان: “الروبوتات قادمة: دليل نجاة الإنسان لتحقيق الأرباح في عصر الأتمتة”. وتشمل قائمة المهن المهددة بالانقراض -والكلام للمؤلف- مهنًا تُعتبر جدًا آمنة في وقتنا الحاضرة من بينها:
مهنة الأطباء والتي تبدو مستبعدة حاليًا، على اعتبار أنه لا يمكن الاستغناء أبدًا عن الطبيب الإنسان خاصة مع ارتفاع أعداد المسنين على مستوى العالم. لكن (جون بوغليانو) يرى أن بعض مجالات الطب أو فروعه مهددة بسبب التطورات في تشخيص الأمراض إلكترونيًا.
مهنة المحاماة هي الأخرى من المهن التي سيقل عدد الذين يقومون بالعمل الروتيني فيها كترتيب المستندات وكتابتها مع مرور الوقت نتيجة للأتمتة. الهندسة المعمارية أيضًا من المهن التي قد تكون مهددة بالاندثار التدريجي نتيجة للاستعمال المتزايد لبرامج الكمبيوتر في تصميم وهندسة المباني البسيطة في وقتنا الحاضر.
عن مهنة المحاسبة يقول (بوغليانو): إن العاملين في مجالات الضرائب المعقدة سيحتفظون بوظائفهم لكن سيختفي المحاسبون الذين يتولون حسابات الضرائب البسيطة بسبب تراجع الطلب عليهم. أما بالنسبة لمهنة قيادة الطائرات، فيقول: “بدأت الطائرات بدون طيار تحل محل الطيارين بالفعل حاليًا خاصة في المهمات الخطرة، وسيستمر هذا الأمر بالتزايد مع زيادة اعتماد الحروب في وقتنا الحاضر على الأنظمة والتقنيات الإلكترونية.
أما بالنسبة للمهن المتعلقة بالأمن والتحقيق الشرطي، فيقول: “نلاحظ كثرة إحلال أجهزة المراقبة التكنولوجية محل الكثير من أفراد الشرطة الذين يقومون بأعمال المراقبة والحراسة، وكذلك للمحققين غير المتخصصين في بعض أنواع محددة من الجرائم. وبمرور الوقت -والكلام للمؤلف- سيقل الطلب على هذه الوظائف ولو أنها لن تختفي تمامًا.
وأخيرًا مهنة التسويق العقاري هي الأخرى من المهن المهددة بالاندثار، فقد أثرت المواقع الإلكترونية على أرباح وكالات التسويق العقاري التقليدية، إذ أصبحت هي وسيلة التواصل بين البائعين والمشترين في مجال بيع وشراء العقارات.
وبالرغم من كل ذلك يرى (بوغليانو) في كتابه، أن بعض الفرص قد تظهر بالتوازي مع اندثار مهن أخرى، مبينًا أن المجالات الواعدة، ستكون في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وبرمجيات الكومبيوتر، بجانب مهنة الهندسة المتخصصة في حماية وصيانة هذه النظم، وسيكون هناك طلب متزايد مع الوقت على المهن الحرفية التقليدية، مثل: السباكة، والبناء والنجارة.
