المقالات

أمن وطن وتحقيق حلم بتعليم مكة

أقامت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة وضمن فعاليات اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية (93) صباح أمس الثلاثاء 3/11/ 1445ه‍ وتحت رعاية مديرها العام الأستاذ عبدالله بن سعد الغنام ندوة بعنوان: “أمن وطن وتحقيق حلم” بمشاركة ضيفين كريمين هما: الأستاذ عبدالله بن هادي الهاجري أمين مجلس أمناء مركز الحرب الفكرية، والدكتورة إيمان بنت زكي أسرة أمين وحدة التوعية الفكرية بجامعة أم القرى وهي ندوة قيمة قدم فيها الضيفان الكريمان أبعاد فكرية في غاية الأهمية توضح مدى وجوب المحافظة على أمن الوطن وحمايته من المؤثرات الفكرية الجسيمة وسط حضور من الوسط التربوي والتعليمي. وحقيقة وفق القائمون بإقامة مثل هذه الندوة؛ نظراً لحاجة المجتمع كافة وخاصة المجتمع التربوي لمثل هذه الندوات من توعية فكرية عامة عن معرفة ماهية الذات ومصادرها، وعن الحس الأمني وهي بالتأكيد ليست بالغائبة عن أذهان التربويين، ولكن لبث المزيد من المفاهيم الحديثة، وعرض الأحداث الجديدة فيما يخص أمن الوطن بمختلف صوره، إضافة إلى إبراز التناغم بين الأمن الوطني وتحقيق الأحلام فلا تتحق الطموحات، ولا الأحلام، ولا حتى الآمال لأبناء الوطن النجباء إلا بوجود الأمن، ومن المؤكد أن العكس صحيح.

ومن المهم أن نُعرف الذات وفقًا لمفهومها العام وهي: سريرة الإنسان، وعليه يتوجب أن يعرف الإنسان ذاته جيداً بجوانبها المختلفة فهناك نقاط قوة ونقاط ضعف، ونقاط إيجابية ونقاط سلبية وهي بطبيعة الحال لا تخلو من أي إنسان وإن كانت بنسب مختلفة، وفي حال معرفتها جيداً ستؤدي حتماً إلى معرفة الإنسان لإمكاناته وقدراته ومدى ملائمته لعمل دون عمل آخر. وحقيقة هناك ترابط عميق بين الوعي الذاتي والحس الأمني فالدائرة المترابطة من أنواع الوعي الذاتي: من الوعي الديني، والوعي الصحي، والوعي الاجتماعي، والوعي التربوي، والوعي النفسي، والوعي الفكري، والوعي الصحي بمعنى كلما كان الوعي الديني لدى المواطن على مستوى عالٍ من الإدراك، وكلما كان الوعي الصحي متميزاً في محافظة الإنسان على صحته من الأمراض والآفات، وكلما كان الوعي الاجتماعي أكثر استيعاباً تجاه مسؤولياته الأسرية والاجتماعية والوطنية، وكلما كان الوعي التربوي في الالتزام بحسن الخلق والأدب، وكلما كان الوعي الفكري في أرقى مراتبه، وكلما كان الوعي النفسي في أفضل حالاته كلما كانت تلك الأعْيِياء مجتمعة في نفس واحدة كلما ساهم هذا في تنمية الثقة في النفس، والعمل أيضاً على تنميتها في نفوس الآخرين وتحقيق الأحلام المشروعة مما سيكون له المردود الأكبر على الحس الأمني للمواطن وبالتالي على الوطن.

وبقدر أهمية هذه الندوة الثمينة عبر استعراض الجهود المبذولة من مؤسسات عديدة في الدولة_وفقها الله_ سواءً على المستوى الأمني، أو المستوى المدني فهي جميعها تمضي في نهاية المطاف وبكل قوة وحزم صوب هدف واحد وهو حماية المجتمع من أي مؤثرات خارجية قد تعبث بسلامة أفراده وبالتالي حفظ الأمن لهذا الوطن الغالي، بقدر جمالها حيث بادر الضيفان الكريمان في تقديم ندوة ذات رسالة علمية ثقافية اجتماعية نفسية متكاملة من جميع الجوانب. وقد كانت هذه الندوة بمثابة كتابة نصف الرسالة الهامة، ويتبقى كتابة النصف الآخر من الرسالة من الحضور الأفاضل من التربويين والتربويات في الميدان التعليمي حيث هناك الدور الهام في توعية الناشئة بأسس وقيم المجتمع السعودي، ومعرفة حق الوطن من الوفاء والإخلاص له، وخدمته وتشريفه في مختلف المحافل، وحماية الممتلكات ومرافقها، والمحافظة على المكتسبات العامة، والمشاركة في مجمل قضايا المجتمع والدفاع عنها، وتقديم كل ما يمكن تقديمه لوطن نحميه ونستحق العيش فيه. جعل الله هذا الوطن آمناً مطمئناً، وجعل الله أحلامنا واقعاً نراه في أقصى الآفاق. وإلى ندوة أخرى والوطن بخير وسعادة في كل وقت وحين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى