تلبدت السماء بالغيوم، تصافحت، تناقل عناقها الحميمي المدى، كثبان من البياض المحلق، ينساب نحو أشباهه، حتى ينسجم جسدًا واحدًا، يطرق بعد أن يكتمل، نحو الصحراء التي بدت وادعة، ليس فيها سوى كثبان بلون الذهب، بدت جاذبة، بريق الصفرة يخطف اللحظة، تلو اللحظة، يتوالد الشغف، تحمل المبادرة أول قطرة، ليتبعها الجميع أبصارهم، ثم انثيالهم، قطرة بعد أخرى، بينهم، كانت تلك القطرة التي تولدت من رحم العناق، مسافرة نحو حلمها، سرعان ما علقت بين الرمل، شربت عذوبتها الأرض، لكن الجميع يبصر، يميل الجسد بوحدته، يلاحق بعضه بعضًا، تتبع القطرات بعضها، باحثة عن عناقها الثاني، تكالبت، ممطرة، حتى نأت الأرض بما حملت، ونابت بما شربت، فتشكل الجدول الذي شق طريقه بين كثبانها، سار.. من عالي الكثيب إلى أسفله، تلاقت القطرات مجددًا عانق بعضها بعضًا، لتبدأ النزهة التي يجملها أغنية الخرير، تخلت القطرات عن لونها، معجبة بما تسبح فيه، فبرز بين صفاءها لون الذهب، لامعًا، ومرحبًا، انفرجت مسالكه مستسلمة، ومسلّمة، تحت سحر الجسد واحد، فسار الجدول وسط احتفاف الرمل، حيث قاده نحو واحة تستقر أسفل المكان، هناك حيث أخفت الخميلة بقية المسار..
0