الأوفياء في الأرض هم الأصدقاء الذين لم يغيرهم الزمن، هم الصادقون في مودتهم، الذين مهما تغيَّرت الأيام، وتبدلت الأحوال، وتقلبت القلوب من حولنا، يبقون هم كما عهدناهم، نقصر فيعتذرون، تُغيبنا الظروف فلا يعتبون، نمون عليهم فيتحملون، ولا تدخلهم الريبة نحونا مهما كانت المواقف والتصرفات، لذلك فالوفاء شيء صعب جدًا في بعض الأحيان لا يتقنه الكثيرون، وأيضًا هو صفة جميلة وخُلق كريم ينبغي على أي فرد أن يتحلى به. وصدق الشاعر حين قال:
عيش ألف عام للوفاء وقلما …عاش امرؤٌ الا بحفظ وفائه
دعاني للكتابة ما وجدته من كرم الضيافة، وحسن الاستقبال، ولطف الحديث، وطيب المعشر، والحب النابع من الضمير قبل الفؤاد من مجموعة من الأحبة الزملاء من أصحاب المعالي والسعادة الذين شرفت بلقائهم في رحلتي الأخيرة إلى مدينة الرياض عاصمة بلادنا الحبية. فقد وصلت مدينة الرياض ظهر يوم الثلاثاء 26 سبتمبر في رحلة مدتها ثلاثة أيام تنتهي الجمعة 29 من الشهر نفسه، بغرض قضاء بعض الأعمال وزيارة بعض الأصدقاء.
في مساء نفس يوم وصولي المدينة شرفت بتلبية دعوة الرجل النبيل والخبير في شؤون الجامعات سعادة أخي الدكتور/ محمد الصالح لتناول طعام العشاء مع نخبة من أصحاب المعالي والسعادة في مطعم “لوسين الإيطالي”، وفي مساء الأربعاء وفي الفترة بين المغرب والعشاء كنت في منزل معالي أخي الكريم الدكتور/ أحمد العيسى وزير التعليم السابق بصحبة الدكتور/ عبدالله الموسى مدير الجامعة الإلكترونية السابق والذي استقبلنا فيها (أبو معاذ) كعادته بكل ترحاب، وبعدها إلى دار سعادة أخي الدكتور/ عبدالله الطاير كبير مستشاري وزارة الخارجية، وكعادة (أبو لمى) كانت الأمسية أشبه ما تكون بأمسية أدبية جمعت الكثير من محبي (أبو لمى) وتناول الجميع طعام العشاء، وكانت من أجمل الأمسيات التي حضرتها، وظهر يوم الخميس كنت في مكتب أخي الكريم معالي الدكتور/ بدران العمر وتبادلنا الأحاديث وكعادته في كل مرة لم يخلُ الحديث من ذكر إنجازات فريقه المفضل (الهلال)، وصلينا الظهر سويًا ثم استأذنت معاليه للذهاب لمنزل أخي الكريم معالي الدكتور/ عبد الرحمن العاصمي نائب وزير التعليم السابق ورئيس مكتب التربية لدول الخليج العربي لتناول طعام الغداء مع مجموعة من الزملاء السابقين منهم معالي د. خالد المقرن ومعالي د. وليد أبو الفرج ومعالي الدكتور/ محمد آل هيازع ومعالي دكتور/ إسماعيل البشري وغيرهم.
وفي مساء اليوم نفسه دعاني أخي الكريم معالي الدكتور/ سعد مارق الأكاديمي رجل الشورى ومستشار أمير منطقة مكة السابق لتناول طعام العشاء في داره العامر مع نخبة من الأكاديميين من أصحاب المعالي والسعادة.
أما من ناحية مشاهداتي للمدينة، فقد وجدتها تتغيَّر خلال فترات متقاربة، لدرجة أنها أصبحت في قائمة المدن التي “لا تنام”، كما تصنفها مجاميع السياحة في العالم، فالعديد من الأنشطة والفعاليات متوفرة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وبكم كبير من الفعاليات التي تُناسب جميع أطياف وأذواق السياح وزوَّار المواقع المنتشرة في المدينة من جميع أنحاء العالم.
0