*معلوم أن المنطقة الشرقية تمر بظروف طقس قاسية جدًا طوال الصيف، ولا يكاد يُصدق سكانها خبرًا باعتدال الأجواء حتى يروحوا عن أنفسهم وأطفالهم بالخروج للتنزه بالشواطئ والحدائق، وهناك فئة كبيرة تُفضل ومع ميلان الأجواء للبرودة إلى إقامة المخيمات بالمناطق البرية المتسعة جدًا، والبعيدة كل البُعد عن الأحياء السكنية وضوضاء المدينة؛ وكل ذلك رغبةً بالاستمتاع بالأجواء وتوسيع الصدر لكن الأخيرة تحديدًا تقابل بتضييق كبير جدًا من قبيل أمانة المنطقة من خلال القيام بحملات موسمية؛ لإزالة تلك المخيمات بحجة (التشوه البصري) وحجج أخرى قبل أن يتفتق ذهن الأمانة لفكرة بعام 2018م لإقامة ما يعرف (بالمنتزه البري) من خلال تخصيص منطقة واقعة بين طريقي المطار والرياض وحشر الناس في مخيمات متلاصقة ومتقابلة، وهو ما يتعارض تمامًا مع الفكرة الأساسية والاستقلالية الطبيعية للمخيمات البرية هذا بخلاف إجبار مرتاديها على دفع رسوم سنوية تُقدر بـ1500 ريال وتأمين 1000 ريال وهو ما يصعب على ذوي الدخل المحدود؛ بالإضافة لشرط معقد جدًا وهو ضرورة الالتزام بإخلاء الموقع في نهاية الموسم، وهذا فيه مشقة وورطة كبيرة جدًا تجعل كل ما دُفع في تلك المخيمات عرضةً للخسارة والبيع بأبخس الأثمان؛ خاصةً وأن الكثيرين لم يملكوا موقعًا لتخزين تلك الخيام ومحتوياتها، وهو ما حدى بالكثيرين وأمام تلك المحاصرة والعوائق لقطع مسافات طويلة هربًا عن الأنظار وعن جوجل إيرث وجوجل ماب ودون أن يتم التأثير أو التضييق على أحد؛ إلا أن ملاحقة البلديات ما تلبث ومع اقتراب الأجواء الشتوية كما هي هذه الأيام إلا وتنشط وتأخذ في ملاحقة مواقع المخيمات، وترصدها قبل أن تقوم بمساواتها وبما فيها وحولها بالأرض دون أية مراعاة لتكاليفها الباهظة، وفي بعض الأحيان دون حتى إشعار أصحابها أو تحذيرهم وإنذارهم بضرورة الإخلاء والإزالة أو منحهم مدةً كافيةً لذلك!
أخيرًا .. برأيكم هل (التشوه البصري) بوجود مخيم مرتب وقائم؟ أم مخيم مهدوم ومكوم؟!
0