المقالات

العنصرية الرياضية والتأجيج الإعلامي

من أوصل رياضتنا إلى هذا الحد من التعصب والابتذال في الكلمات ضد الأندية المنافسة.. ومن ينفخ في هذه العنصرية؟
‏ومن هو المسؤول عن هذه الألفاظ البذيئة بين المشجعين؟
‏أعتقد أن السبب في ذلك هو بعض الإعلاميين والبعض من القنوات والبرامج الرياضية التي تدعو إلى التعصب من خلال برامجها الرياضية، ومن بعض المحللين الذين تم استقطابهم ليس لأنهم يجيدون التحليل الرياضي إنما لأنهم مشجعون رياضيون جُل ثقافتهم الرياضية هي التعصب الرياضي والإسقاط والتقليل من الأندية المنافسة، وها نحن اليوم نجني ثمار ومخرجات هذه القنوات وتلك البرامج ..
‏بالأمس القريب خرج على الملأ أحد مشجعي الأندية عبر لقاء مع يوتيوبير سعودي مشهور يصف نادي الاتحاد بأوصاف عنصرية قبيحة يُحاربها الشرع والعُرف والمنطق ..
‏من سمح لهذا المشجع أن يخرج بتلك الألفاظ على وسائل التواصل الاجتماعي هو من يفترض أن يُحاسب.. من نشر المقطع يجب أن يُحاسب
‏حتى لو افترضنا أن المشجع ليس واعيًا وغير مدرك لما يقول
‏حتى لو افترضنا أن المشجع جاهل برغم كبر سنه
‏لا بد وأن يأخذ هذا المشجع عقابه، ويتم محاسبته على هذه الألفاظ البذيئة حتى لا يتمادى غيره ويكون عبرة لمن تسوَّل له نفسه الإساءة للأندية وجماهيرها.
‏نعيش نهضة رياضية كبيرة في بلادنا يجب أن تُواكبها أنظمة وقوانين تحمي جميع مكونات الرياضة من كيانات رياضية ولاعبين وجماهير، تسنها وزارة الرياضة تمنع التعصب الرياضي والعنصرية البغيضة؛ لأن رياضتنا اليوم أصبحت محط أنظار العالم بأكمله ومتابعة من كثير من محبب الكرة حول العالم، وهذا امتداد لرؤيتنا العامة وكذلك لما يحتويه الدوري السعودي من نجوم عالميين لهم جماهيرهم في كل مكان.
‏بالتأكيد المجتمع السعودي ليس مجتمعًا ملائيكيًا والأفراد لا يمثلون إلا أنفسهم بالتأكيد.. لكن حتى نحمي الأجيال القادمة وحتى لا تكون هذه ظاهرة يُستسهل انتشارها بين الجماهير الرياضية، يجب أن يتم معاقبة مثل هذا، ويفترض أن تتابع الأندية الرياضية مثل هؤلاء المتعصبين والمثيرين للفتن والعنصرية من قبل مكاتبها القانونية وتقديمهم للعدالة حتى يأخذ العدل مجراه.
‏نحن والحمدلله نعيش في دولة الأمن والعدل والمساواة لا توجد تفرقة بيننا كمواطنين سعوديين لا في العرق ولا اللون ولا الجنس.. بلادنا بلاد الشرع والقانون وحكومتنا تقف ضد من يُثير هذه النعرات العنصرية.
‏مع كل أمنياتي بأن يرفع نادي الاتحاد دعوى ضد هذا الشخص، وكذلك ضد الإعلامي الذي نشر اللقاء..قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(الحجرات: 13)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى