أغرب ما تكشفه لنا الأيام من توالي الأحداث ونندهش من التغيرات التي تحدث من حولنا، بيد أن المشاعر تستقر في أعماقنا. لقد كانت حياتنا جميلة وأحلامنا وردية وصداقاتنا بريئة، ولم نعرف إلا الحب الطاهر لمن حولنا. كبرنا وكبرت أحلامنا، والكل منا يحلم بأن ينال أعلى المناصب والمراتب، لكن هل هذا هو سر السعادة؟ قال -عليه الصلاة والسلام- : “انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله”؛ فيجب أن نتعايش مع واقعنا ونحقق ما يتوافق مع مواهبنا وقدراتنا. ولن ننسى مقولة الإمام علي- كرم الله وجهه- من اعتمد على حسن اختيار الله له لم يرضَ بغير ما اختار الله” فلنعش في إطار العبودية لله والرضا بالرزق والقناعة؛ وذلك بعد التوكل على الله والدعاء.
فالسعادة رحلة نستمتع بها؛ وكن إيجابيًا بما لديك، ولا تربط السعادة بالمنصب أو الزواج أو الدراسة. بل بالرضا و الامتنان للموجود وشكر المعبود.
إن النجاح و السعادة مترابطان، والإيجابية في التفكير تؤدي للسعادة والسعادة تولد النجاح (الشيخ محمد بن راشد بن مكتوم).
وصايا السعادة
ذكر د. عمر العريفي في أحد حواراته الجميلة وصايا عن السعادة، نكتب لكم البعض منها كما يلي:
1-السعادة مثل قطعة الكعكة تهدى لنا بكل حب؛، لذا ركز عليها وانعم بما لديك ـ، لأن التعيس لديه الكعكة كاملة لكن يبحث عن ثمرة الكرز أو الفراولة المفقودة.
2-تقبل الواقع ثم حاول تحسينه. نؤمن بالقضاء والقدر ولا نستطيع إعادة الزمن ولا تغيير الماضي، لذا تقبل حياتك كما هي وحسنها. فعلى سبيل المثال: الرضا الإيجابي يكون بالتقبل والسعي، وعدم الاستسلام والصبر، والمؤمن كل أمره خير.
3-استمتع بالحياة وتغافل وتجاهل بعض الأمور وكبر دماغك عن بعض التصرفات، واختر معاركك بعناية.
4-لا تتألم مرتين، في حالة انفصال عن شريك ـ وصديق لا تتألم على نفس الخسارة لأن ذلك صار من الماضي وتمنَّ له الخير ولا تراقب حياته.
5-لا تشترط السعادة وكن سعيدًا على أي حال، وامتن للنعم التي لديك.
6- تجدد النعم لدينا تستحق تجديد التقدير لها.
7-ابتسم لذكرياتك السعيدة؛ لأنها حدثت وابتسم لذكرياتك التعيسة؛ لأنها انتهت. مثلًا: الاستمتاع بتذكر أماكن جميلة في سفرة؛ كأنك سافرت مرتين.
8- اصنع جوك واستمتع باللحظة الجميلة باحتساء القهوة، وتناول الشوكولاتة.
9-تحكم بمزاجك وليس كل شيء يعكره.
0