المقالات

يوم المعلم بين الإفراط والتفريط

من المعلوم واقعًا وتاريخًا ومنطقًا فضلًا عن حقائق الشرع الحنيف، أن التربية والتعليم صنوان لا يفترقان، فلا تعليم بلا تربية، ولا تربية بدون تعليم، ولا نجد أمة ناهضة في التاريخ قديمًا وحديثًا تفصل بينهما، بيد أن لكل أمة مسلكها النابع من تاريخها وتراثها في هذا الصدد، وأحسب أننا مطالبون ديانة وقيامًا بأداء حقوق العلم والمعلم خدمة للدين والوطن والقيادة والأمة، على الوجه الأكمل من خلال التنويه بمكانة المعلم والمعلمة والمحافظة عليهما، والتي تنبع من مشكاة ديننا الحنيف، ويضيق المقام في استعراض ذلك في تراث الحضارة الإسلامية المجيدة والمشفوع بمكتبة علمية وتربوية واسعة العطن عن أدب الطلب وفضل العالم والمتعلم وكيفية تلقي العلم، وأحسب أن تنحية وتهميش العقاب المعنوي والبدني عن المنظومة التعليمية اليوم، أضر كثيرًا وكثيرًا بالتزام الطلاب والطالبات بآداب العلم وتلقيه على الوجه الأكمل، ولا يعني بذلك التعدي والظلم والتشفي بقدر ما هو تحرير العقاب الرادع وفق لوائح منضبطة لمن يسىء للمعلم والمعلمة سواء كان بالاعتداء اللفظي أو المادي، وكم من معلم دخل غرفة الإنعاش !!! وكم معلم كُسرت سيارته إلخ !!!
وإن الاحتفال التقليدي الرتيب بيوم المعلم لا يجدي نفعًا، ما لم يكن الأدب اليومي منهجًا عمليًا وعلميًا قرين الطالب والطالبة في قيله ولباسه وتصرفاته.. من خلال إعطاء القوس باريها الذي يعد المحور الأساسي والفلك الدوار الذي تنطلق منه وتُقاس عليه مخرجات التعليم من عدمها ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى