إيوان مكة

عِشْ فِي حَيَاتِكَ سَيِّداً

إنْ رُمْتَ حُسْنَ سَدَادِ
وَالْعَيْشَ فِي إِسْعَادِ

فَامْلَأْ فُؤَادَكَ بِالتُّقَى
وَاسْجُدْ لِرَبِّ عِبَادِ

أَبَوَاكَ لَا تَنْهَرْهُمَا
وَاغْمُرْهُمَا بِوِدَادِ

وَاحْفَظْ لِسَانَكَ إِنَّهُ
كَالنَّارِ تَحْتَ رَمَادِ

وَالنَّفْسُ صُنْهَا إِنَّهَا
أَمَّارَةٌ بِفَسَادِ

لَايْنِ وَدَاهِنْ وَابْتَسِمْ
وَاصْبِرْ عَلَى الْحُسَّادِ

وَعَلَى ذَوِي الْقَرْبَى إِذَا
ظَلَمُوكَ ظُلْمَ أَعَادِي

وَإِذَا ابْتُلِيت بِحَاقِدٍ
مُتَكَبِّرٍ مُتَمَادِي

بِالْحِلْمِ رُدَّ عَلَيْهِ لَا
بِفَظَاظَةٍ وَعِنَادِ

وَاصْفَحْ فَإِنَّ الصَّفْحَ يَا
مِنْ شِيمَةِ الْأَجْوَادِ

فَالْحُرُّ يَدْفَعُ بِالتِي
هِيَ أَحْسَنُ اصْغِ لِهَادِي

لَا تَقْضِ عُمْرَكَ فِي الْجَفَا
وَالْبُغْضِ وَالْأَحْقَادِ

لَا تَظْلِمَنَّ النَّاسَ مَا
فِي الظُّلْمِ غَيْرُ كَسَادِ

وَإِذَا الْأُمُورُ لَدَيْكَ قَدْ
خَرَجَتْ عَنِ الْمُعْتَادِ

وَاحْتَرْتَ فِي تَشْخِيصِهَا
فَعَلَيْكَ بِاسْتِرْشَادِ

فِي الصَّيْدِ مَا مِنْ حِيلَةٍ
تَخْفَى عَلَى الصَّيَادِ

سَافِرْ إِلَى طَلَبِ الْعُلَا
لَا تَبْقَ رَهْنَ وِسَادِ

فَالسَّيْفُ يَفْقِدُ وَهْجَهُ
إِنْ ظَلَّ فِي الْأَغْمَادِ

وَإِذَا حَدَا النَّاسُ الْخَنَا
كُنْ لِلْمَكَارِمِ حَادِي

وَاجْعَلْ لِنَفْسِكَ بَصْمَةً
فِي الْعِزِّ وَالْأَمْجَادِ

بِالْعَزْمِ وَالإصْرَارِ كَا
نَ السَّبْقُ لِلْمُرْتَادِ

لَا تَرْضَ بِاسْتِعْبَادِ

عِشْ عَيْشَةَ الْحُرِّ الْأَبِيْ
لَا عَيْشَةَ الْمُنْقَادِ

وَعَلَى الْمَبَادِئِ عِشْ وَمُتْ
وَاثْبُتْ كَمَا الْأَطَوَادِ

وَارْكُنْ إِلَى أَهْلِ النُّهَى
وَالْعِلْمِ وَالْإِرْشَادِ

فَالْعِلْمُ جَمَّلَ رَبَّهُ
كَالْعِقْدِ فِي الْأَجْيَادِ

وَالْعِلْمُ وَرْدٌ فَائِحٌ
وَالْجَهْلُ شَوْكُ قَتَادِ

بِالْعِلمِ تَحْيَا أُمَّةٌ
وَالْجِدِّ لَا بِرُقَادِ

وَإِذَا تَفَشَّى الْجَهْلُ فِي
قَوْمٍ وَفِي أَفْرَادِ

فَأَقِمْ عَلَيْهِمْ مَأْتَمًا
وَالْبِسْ لِبَاسَ حِدَادِ

إِنِّي رَأَيْتُ الْجَهْلَ ذَا
لِلْعَقْلِ كَالْأَصْفَادِ

لَا تَأْمَنِ الدُّنْيَا وَلَوْ
جَاءَتْكَ كَالْأَعْيَادِ

لَا يَفْتِنَنْكَ بَيَاضُهَا
فَالْكُنْهُ مَحْضُ سَوَادِ

لَا تَغْتَرِرْ بِمَتَاعِهَا
فَمَآلُهُ لِنَفَادِ

تُرْضِيكَ يَوْمًا إِنَّمَا
لَكَ هِيَّ بِالْمِرْصَادِ

وَإِذَا صَفَا لَكَ جَوُّهَا
لَا بُدَّ مِنْ إِنْكَادِ

مَهْمَا تَعِشْ فِي أُنْسِهَا
تَرْحَلْ إِلَى الْأَلْحَادِ

فَلِدَى أَخِي لِلْمَوْتِ كُنْ
دَوْمًا عَلَى اسْتِعْدَادِ

وَاذْكُرْ بِأَنْ لَكَ مَوْعِداً
فِي الْحَشْرِ وَالْمِيعَادِ

أَيْنَ الذِينَ اسْتَوْطَنُوا
إِرَمًا بِذَاتِ عِمَادِ

أَيْنَ الْأَكَابِرُ وَالْجَبَا
بِرُ مِنْ ثَمُودَ وَعَادِ

أَيْنَ الذِي اسْتَحْيَا النِّسَا
فِرْعَونُ ذُو الْأَوْتَادِ

أَيْنَ الطُّغَاةُ وَأَيْنَ مَنْ
عَاشُوا عَلَى اسْتِبْدَادِ

هَلَكُوا جَمِيعُهُمُ فَهَلْ
لَهُمُ تَرَى مِنْ سَادِي

يَا رُبَّ يَوْمٍ صُمْتُهُ
فِيهِ التَّشَهُّدُ زَادِي

وَالْجَنَّةُ الْمَأْوَى أَلَا
هِيَ غَايَتِي وَمُرَادِي

أَنَا مِشْعَلُ الْمَمْدُوحُ مَنْ
رَبْعِي ذَوُو الْإِرْفَادِ

قَوْمٌ هُمُ مِنْ خَيْرِ مَنْ
رَكِبُوا عَلَى الْأَجْيَادِ

سَلْمَانُ عَاهِلُنَا الذِي
نَفْدِيهِ بِالْأَجْسَادِ

فَبِهِ رَفَعْنَا رَايَةً
لِلدِّينِ فِي الْأَجْنَادِ

وَوَلِيِّ عَهْدٍ عَادِلٍ
وَسَمَيْدَعٍ مِقْدَادِ

نَرْجُوكَ سَلِّمْهُمْ لَنَا
رَبِّي عَلَى الْآمَادِ

وَصَلَاةُ مَوْلَانَا عَلى
نُورِ الصَّبَاحِ الْبَادِي

وَعَلَى الصِّحَابِ وَآلِهِ
وَالسَّادَةِ الْأَسْيَادِ

د. مشعل بن ممدوح آل علي

شاعر - عضو مجلس الشورى السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى