سفك دماء الأبرياء أينما كانوا، ومن أي جنس أو عرق أو لون أمر منبوذ. وربما من هؤلاء من هو لا ناقة له ولا جمل ولا حتى حمل. في أي قضية مُثارة بين جانبين بل وربما أن هؤلاء المعتدي عليهم هم من المناصرين لقضايا من قام بالاعتداء. فالهجمات في الحروب أحيان كثيرة لا تفرق ولا تنقي بالظبط من سيتأذى وبكلمة ما بتنتقي أو تختار تحضرني طرفة وإن كان الجو قد لا تحلو فيه الطرف ولكنها طرفة ملائمة. يُقال: إن هناك معارك بين طرفين z وهو الطرف الأقوى والمتقدم علميًا وA وهو الطرف الأضعف. وكان الطرفان في وقت هدنة معلنة ولكن هناك بعض المناوشات. وكان قائد معسكر a عنده قريب يعمل تحت إمرته وكثير ما وصلته انتقادات بأنه يحابيه. فأراد أن ينتهزها فرصة لينفي عنه تلك التهمة فطلب قريبه وقال له الآن نحن في هدنة مع z إلا من مناوشات نادرة. تتخلها بعض الطلقات. وأرى أن أرسلك للجبهة حتى نتفادى الانتقادات. فرد قريبه يعني لأجل سمعتك تريد أن أضحي بحياتي. فرد القائد إن اسمك ليس مكتوبًا من الجنود المحاربين على الجبهة. ودولة z متقدمة علميًا فكل رصاصة ترسلها مكتوبًا عليها اسم الذي يريدون قتله فلا تخف. فرد عليه طيب سعادتك إيش رأيك لو كتبوا على الرصاصة لمن يهمه الأمر.ويبدو أن هجمات اسرائيل كلها لمن يهمه الأمر و بدون تحديد ولا تفرق بين الأطفال والنساء. وغيرهم إن الحروب ظالمة لا تفرق بين البريء وبين المجرم غالبًا بل ربما الأبرياء هم حطبها. فلأجل أن تقتل جهة ما مجرمًا في نظرها فربما تقتل معه عشرات أو مئات. أو لكي تقهر أو تحط من شخصية قيادية، وتدل على أنه ليس كفؤًا فتقوم بعمل يذهب ضحيته المئات من هم لا ذنب لهم ولا جريمة. الحرب في غزة أو فلنسمها بين حماس وإسرائيل ينطبق عليها هذا التصور فكلا الجانبين يضربان بدون هوادة بدون التفكير مليًا فيما ستؤول إليه الأحداث. القتل للقتل عقيدة خاسرة ولا تأتي في معظم الأحيان إلا بنتائج عكسية. لا نتوافق مع حماس في الكثير من أيديولوجيتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما قامت به من انقلاب على السلطة. وأنشأت دولة لها وزارات وهيئات مختلفة مستقلة وأصبح هناك واللهم لا حسد دولتان فلسطينيتان بدلًا من دولة واحدة، وأسست للفرقة. وحتى أصبح هناك عراك بينهما سياسي لا يخلو من إحداث أمنية. ولكن في كل الأحوال على مين تلعبها يا مستر فلان أو أنت يا مستر علان وكافة مساتر الغرب بما فيهم أم المساتر أمريكا عندما تقولون إنكم تدعمون إسرائيل بلا تحفظ لأنها الحمامة الضعيفة. يا قلبي على هذه الحمامة حتى من ضعفها مسكينة بدون ريش لأنها قد نتف ريشها من الفلسطينيين الذين لا يرحمون الحمام أبدًا. بل وفي أول فرصة يأكلونه “حاف” يعني بدون شوي ولا ملح. ويعني أحيانًا يضعون عليه شوية فلفل والغرض ليس ليكون مذاق الحمام مناسبًا لأجل أن يمزمزوا عليه ويمرمشوه بلذة، ولكن لكي يلهلب ضلوع الحمامة الإسرائيلية الرقيقة. نعم إسرائيل حمامة بريئة تسير يا عيني عليها بدون ريش والحقيقة هي بنفسها نتفت ريشها. لكي تدعي أنها حمامة سلام زغنونة، ولكنها تخفي في فمها أنيابًا فيها من شراسة أنياب النمر، وبها سم أدهى وأمر من سم العقرب. هذه هي إسرائيل. ولكن ما هي أسباب قيام الفلسطينيين بقتال الإسرائيليين هل هو مجرد مزاج لئن الإسرائيليون يعيشون في أوروبا فحقدوا عليهم لأنهم في أجواء جميلة ورخاء. فقرروا أن يحرموهم تلك الفرفشة والفلة والذي منه. يا حضرات المساترة إذا الفلسطينيون قاموا بأعمال تعتبرونها غير مبررة وأكيد في حروب التحرير تحدث اعمال لا يرضي عنها الجميع. وتعتبر غير مناسبة. وخاصة اذا كان هذا الشعب تحت الاحتلال ولم ينظر العالم الي ما يعانيه وضاقت به السبل. أين أنتم من شعب يُعاني حوالي 80 عامًا من الاحتلال والاضطهاد والقتل والتهجير والحصار. أين أنتم من شعب لم يذُق طعم الحرية وحتى معنويًا. أين أنتم من شعب يعيش الكثير من أفراده في خيام بل في عشش أقيمت على أدنى مقومات البناء وبعضها من صفيح يزيده الحر قيظًا في الصيف والبرد تثليجًا في الشتاء. سؤال يا حضرات المساترة هل أحدكم إن احتلت أرضه يبقي خانعًا ذليلًا. طالبينكم تقولون الحقيقة بدون رياء أو مجاملة. لماذا ترون العمل لتحرير الوطن ورفع المعاناة لا يتشابه مع ما فعله الجيش الإيرلندي مثلًا، وانتهى ذلك باتفاقية يوم الجمعة العظيم التي أنهت ذلك الصراع بعد مقتل الآلاف ومعظمهم من المدنيين. مع إن الموقفين مختلفان أي بين الإيرلنديين والفلسطينيين، وبالتأكيد هي لصالح الشعب الفلسطيني. هناك دول كثيرة حاربت لنيل استقلالها وكان السلاح هو الأداة الفاعلة لذلك. فهل أصبح هذا الحق محرمًا عندما أراد الفلسطينيون العمل به مع كامل التحفظ علي سلامة المدنيين وعدم جعلهم رهينة وطعمًا للمواقف السياسية. إلى متى يا حضرات المساترة عين رضاكم كليلة عن الآنسة الغانية إسرائيل. وعين سخطكم على السيدة الوقورة فلسطين تبدي المساويا. نود نفهم إلى متى. أقيموا دولة فلسطين. ثم حاسبوهم كما شئتم إذا لم يحترموا القانون الدولي الذي هو أسد على فلسطين وعلى إسرائيل نعامة.
0