المقالات

يوم العصا العالمي أداة ووسيلة لكل المكفوفين

ذكرت في مقال سابق أن ثمة أربعة أيام عالمية تهمنا نحن المكفوفين بشكل خاص ونحتفل بها كل سنة، وربما يُشاركنا فيها باقي الفئات الأخرى بشكل عام، ولكني في هذا المقال سأقتصر في الحديث هنا على اليوم العالمي للعصا البيضاء فلماذا سميت بهذا الاسم وفي أي شهر كان اليوم العالمي لها ومن هو مؤسسه وفي أي دولة تأسس؟ سبب تسمية العصا البيضاء بهذا الاسم هو: إن إتيان هذه العصا واختيارها بيضاء اللون يعود إلى لفت انتباه الآخرين من عجز حاملها عن الرؤية أثناء السير وهذا الأمر قد يدفع الكثير من المارين إلى مساعدته حتى الوصول إلى مكانه. أما بالنسبة للشهر الذي حدد يومًا عالميًا لها فهو: يوم ١٥ من أكتوبر من كل عام، وهو يصنف على أنه اليوم العالمي للعصا البيضاء في مختلف العالم، وهذا يعني أن الاحتفال والتكريم يتم من خلال هذا اليوم في جميع المناطق. أما عن تأسيس هذا اليوم فكانت بداية الإعلان عنه في الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك فمن الممكن أننا نصنفه على أنه أحد الأعياد الوطنية الأمريكية، وقد تم الاحتفال به للمرة الأولى في عام ١٩٦٤؛ حيث قبل هذا التاريخ بعشرة أيام تقريبًا، وقد قام الكونجرس الأمريكي بتوقيع قانون ينص على اعتبار ذلك التاريخ هو اليوم الوطني للعصا البيضاء. كما ينبغي علينا ذكر ماهية العصا البيضاء وعلى ماذا ترمز وأنواعها. هي أداة يستخدمها الكفيف للتحرك في محيطه، وعادةً ما تكون عصا طويلة وصلبة ذات رأس معدني أو بلاستيكي، يمكن أن يبسطها الكفيف أمامه ويعيد طيها ليتحسس طريقه ولتحذيره من وجود أية عوائق أو تغير في المكان. أما عن ماذا ترمز فهي ترمز إلى: الاستقلالية بالنسبة للكفيف، ولها أشكال وتصاميم متنوعة، ومؤخرًا أصبح لها ألوان مختلفة للتفريق بين الأشخاص المكفوفين وغيرهم من ذوي الإعاقة كالصم في نفس الوقت. وأنواعها على النحو التالي: وهي العصا البيضاء التقليدية: وتعرف بمسمى (عصا هوفر)، وهي عصا طويلة يستخدمها ضعاف البصر والمكفوفون، ومصممة لتسهيل حركة المستخدم، ويعتمد طولها على طول المستخدم، لذلك فهي تختلف من شخص إلى آخر، وغالبًا ما يكون طولها يوازي المسافة بين الجزء الأسفل من القفص الصدري للمستخدم والأرض، ويستطيع المكفوف من خلالها اكتشاف العوائق أو العقبات التي تعترض طريقه وتجنب الاصطدام بها. العصا الرمزية: وهي عصا خاصة لا يتوفر بها شروط العصا البيضاء بشكل كامل، وتستخدم للتعريف بأن حاملها مُعاق بصريًا، وغالبًا ما تكون خفيفة الوزن وأقصر من العصا التقليدية. العصا المساندة: وهي عصا مصممة بشكل خاص؛ لكي تمكن المستخدم من التوازن بشكل أفضل أثناء الحركة وغالبًا ما تصنع من مواد صلبة أو تكون خشبية؛ لكي تتحمل الاتكاء عليها. العصا الإرشادية: يكون طول هذا النوع من العصا إلى ما فوق الخصر بقليل، ويستخدمها المكفوفون لمعرفة نوع وتضاريس الأرض التي يسيرون عليها، وتحديد حواف الرصيف أو درجات السلم. وتصنع في العادة من الألومنيوم. عصا التضاريس الخاصة: وهي عصا مقوسة الشكل يستخدمها المكفوف في الأماكن الوعرة والطرق الصخرية وفي الأماكن التي لا يمكن أن تستخدم بها العصا التقليدية، ويصل طولها إلى ما فوق الجزء الأعلى من القفص الصدري. وأخيرًا بقي القول بأن أنصح جميع أصدقائي وصديقاتي الفاقدين لنعمة البصر بالمواظبة على تعلم هذه الوسيلة وإياكم والخجل من ممارستها واستخدامها أمام أي شخص كان، وأيضًا عليكم بعدم الاهتمام والتفكير في نظرة الآخرين بالشفقة عند رؤيتها في أيديكم، بل على العكس يفترض بكم أن تشعروا بالفخر وتحمدوا الله -عز وجل- أن جعل من تلك الأداة هدفًا سهلًا وطريقًا ميسرًا للاعتماد على أنفسكم دون الحاجة إلى مساعدة الغير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى