المقالات

عنجهية إسرائيل وصورتها السوداء القاتمة

الأحداث الأخيرة في غزة كشفت للعالم أجمع عن حقائق مؤسفة وصور سوداء قاتمة ليس عن إسرائيل لوحدها في عدوانياتها، وتعاملها الوحشي باستهداف المدنيين الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء بغاراتها وصواريخها وطائراتها وقنابلها ومتفجراتها التي هدمت المنازل والأبراج على رؤوس سكانها، وأطبقت المشافي والمدارس، وأسقطت دور العبادة ولم تسلم من قذائفهم وقصفهم المتواصل حتى الحيوانات! فلا هي تنظر لحقوق الإنسان فما بالكم بالحيوان. وتحولت غزة في أيام قليلة إلى ما يشبه هيروشيما في العصر الحديث!!
ولا شك أن تصرفها الهمجي يعكس مدى الحقد الكبير على الإنسان العربي الفلسطيني الذي ترى بأنه لا يستحق الحياة مع سعيها لإبادة جماعية بانت أمام المجتمع الدولي -اليوم وقبل اليوم- من خلال سياسة التطهير والتجويع والقتل الممنهج للجميع بقطع الماء والغذاء والدواء… ولعل إمعانها في محاولة إجلاء سكان غزة يعطي الدلالة الواضحة لمدى العنجهية التي تلازمهم دائمًا لاحتلال مواقع أخرى بذرائع واهية في ظل الصمت العالمي على جرائمهم الكبرى. فإذا كانت مقاومة الاحتلال مشروعة دوليًا للشعوب المحتلة أراضيها المنهوبة ثرواتها والمهدرة حقوقها، فإن القتل الجماعي الذي تمارسه إسرائيل مرفوض في القانون الدولي لكن إسرائيل كعادتها لا تأبه بذلك إطلاقًا؛ فقد عرفت عبر تاريخها بنقض المواثيق ونكث الوعود واستخدام أسلوب المكر وممارسة الحيل وبث الأكاذيب في سياستها .. لأنها تعلم تمامًا عدم مشروعيتها ولعل آخرها زعمها بقطع رؤوس الأطفال وحرقهم من قبل مقاتلي حماس لتبرير ما يقومون به من عنف في حق المدنيين؛ ولاستعطاف الحكومات الغربية التي تعلم جيدًا بأنها تقف في صفهم في الحق والباطل دعمًا ومساندة.
وإذا كانت هذه الحقائق السيئة والصور القاتمة عن إسرائيل ورئيسها “نتنياهو” فقد طالت أيضًا بعض دول الغرب التي تسابقت في التضامن معها وتبرير عدوانها وفي مقدمتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها “بايدن” الذي تحمس وتحدث قبل أن يتحقق من المعلومات الواردة! وكان يجدر به كزعيم أكبر دولة في العالم أن يعرف الواقع أولًا و وألّا ينحاز مع العاطفة، وأن يبتعد عن المحاباة لصداقته الشخصية مع رئيس إسرائيل؛ لأنه بذلك يعطي فكرة غير جيدة عن الإدارة الأمريكية التي يعتقد المجتمع الدولي أنها غير جديرة بقيادة العالم مع هذا الصلف والانحياز والتهور بإرسال حاملة الطائرات لمواجهة أفراد قليلين من كتائب القسام التابعة لحماس التي لا تُقبل ولا تُبرر بعض أفعالهم، رغم أنهم ينظرون إليها بأنها أعمال مقاومة لإجبار المحتل للاعتراف بحقهم المهدر. ومع ذلك فإن القيادة الفلسطينية لم تؤيد ما قامت به تلك الفصائل، وبصرف النظر عن كل ذلك؛ فإن الحقيقة بانت وأن الادعاء الإسرائيلي بقطع رؤوس الأطفال باطل، وهو ما قد يحرج رؤساء الحكومات أمام شعوبهم وأمام الرأي العام العالمي. وفي اعتقادي بأنها ستكون خسارة سياسية قاسية لكل من “بايدن” في الانتخابات القادمة كما ستكون محركًا لمحاسبة نتنياهو لاحقًا عن أفعاله الشنيعة؛ خاصة وأن أحرار العالم يقفون ضد الظلم والطغيان في كل مكان. وما صرحت به “إيوني بيلارا” القائم بأعمال وزير الحقوق الاجتماعية بأسبانيا بتجريم رئيس إسرائيل لمحاولته الإبادة الجماعية لسكان غزة يمثل شاهدًا على صحوة الضمير وتطالب حكومتها بتقديم “نتنياهو” إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وقد انبرى أكثر الشرفاء في العالم لمثل ذلك لأن العالم الحر يرفض العنف ولا يقبل الظلم.
وقفة
تحية للقيادة‬ السعودية الحكيمة التي تعمل دائمًا من أجل العرب والمسلمين والسلام العالمي ومواقفها المعلنة برفض استهداف المدنيين وإزهاق أرواح الأبرياء، وتأكيدها على ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني، وجهودها وتواصلها الإقليمي والدولي لوقف الهجوم على قطاع غزة، وموقفها الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية؛ لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى