أيها المغتصبون هي حقائق راسخة منذ القدم تعتقدون بها أو لا تعتقدون فسوف ترحلون من أرض قبلة الأنبياء وتندمون، أيها الظالمون هي أحاديث أكيدة تصدقون أو لا تصدقون فسوف ترحلون من الأرض المقدسة وتتألمون، هي مسلمات ثابتة تفهمون أو لا تفهمون فسوف ترحلون من الأرض الطاهرة وتتباكون أيها المشردون الحاقدون البائسون البائدون فحينها سوف ينطق الشجر والحجر ويقول:” يا مسلم، يا عبدالله هذا يهودي تعال فاقتله” ولكن أنتم أصحاب جدال فلا تصدقون ما يحدث ولو بعد حين، وأنتم أصحاب كذب فلا تدركون ولو بعد زمن، وأنتم أصحاب سقم فلا تفهمون ولو تليت عليكم كل الآيات المقدسة، ولو سمعتم كل العبر الإنسانية، ولو عرضت عليكم كل القصص البشرية من جميع الكتب السماوية. مكانكم حيث لامكان من الشتات، ومكانكم حيث لا مكان من مكان من الفرقة، ومكانكم حيث لا مكان من الاجتماع، ومكانكم حين لا أمن لكم في أي مكان، ومكانكم حيث لا استقرار لكم في أي جهة أو اتجاه، ومكانكم حيث لا نصيب لكم ولا حظ من الطمأنينة، والله وبالله وتالله ليس لكم إلا الخوف والضياع والاضطراب والفزع، وسوف تضيق عليكم الأرض بما رحبت حتى تجدون الموت أهون على أنفسكم على كرهكم له، حتى تجدون الموت أطيب لأنفسكم مما تتمنون.
أخزاكم الله أينما كنتم يا قتلة الأنبياء، قبحكم الله أينما حللتم يا قتلة الأبرياء، قاتلكم الله أينما ذهبتم يا قتلة كل نفس مؤمنة، وكل نفس مسالمة، وكل نفس محبة للأمن والأمان والسلام في هذه الحياة. أنتم شر أهل الأرض قاطبة فلا أشر منكم، أنتم أقبح أهل الأرض كلها فلا أقبح منكم، أنتم أسوأ أهل الأرض فلا أسوأ منكم. قاتلكم الله فقد تلطخت أيديكم بدماء الشرفاء، وأزهقتم الكثير من الأنفس الزكية فعليكم من الله ما تستحقون. ابتلي العالم بكم فلا محب صادق تجاهكم فأنتم الغدر كله، ولا مخلص دائم من أجلكم فلا عهد لكم فأنتم الخيانة بكامل تفاصيلها، فلا وعد يرجى منكم ولا ميثاق من المأمول أن يؤخذ عليكم، ولا أمل من الحديث معكم فلا تؤمنون إلا بالمعاملة: المثل بالمثل، والقوة بالقوة، والحزم بالحزم، ونحن ندرك كمسلمين أنكم ابتلاء في الكون سوف يزول، ومحنة على الثرى سوف تنقضي، واختبار لنا سوف نجتازه بإيمان ويقين طال الزمن أو قصر فلا بدّ من فجر الحق من أن يظهر يوماً ونحن واثقون، ونحن مؤمنون بكل ما هو حق وحقيقة من حديث الذي لا ينطق عن الهوى، ونحن موقنون أنه اقترب الوعد الحق وسيفرح عندئذ المؤمنون بنصر الله، وسوف يعود الأقصى حراً شامخاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. اللهم اكتب لنا صلاة مفروضة بين أركانه الطاهرة فاجعلها يا الله دعوة صادقة مستجابة، وهناك نلتقي ويلتقي كل المؤمنين المحبين وغداً لناظره قريب بمشيئة الله تعالى.