كان أميرًا لمنطقة الرياض لمدة 48 عامًا قبل أن يصبح وزيرًا للدفاع في عام 2011 ووليًا للعهد بعد ذلك بعام. وكانت تلك المسيرة الإدارية والسياسية الطويلة وما رافقها من زيارات رسمية لغالبية دول العالم ووفائه بكل الأعمال التي أسندت إليه وكلف بها من قبل إخوانه ولاة الأمر الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله – يرحمهم الله- بأن تصنع منه رجل دولة من طراز خاص، استطاع خلالها أن يبني صداقات مع غالبية قادة وزعماء العالم، وأن يقدم لبلاده العديد من الخدمات في مجالات عدة، خاصة في السياسة الخارجية ومجال دعم الجهود الإنسانية خلال الكوارث والزلازل والفيضانات وهو ما أهله للحصول على العديد من الأوسمة، منها جوائز من البحرين، البوسنة والهرسك، فرنسا، المغرب، فلسطين، الفلبين، السنغال، الأمم المتحدة، اليمن، ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى. كما حصل على العديد من الدرجات الفخرية والجوائز الأكاديمية، بما في ذلك الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجائزة الأمير سلمان الأكاديمية، وميدالية كانط من أكاديمية برلين براندنبورغ للعلوم والإنسانيات تقديراً لمساهماته في التنمية.
وخلال مسيرته الطويلة تلك في الإدارة والقيادة عرف عن جلالته أنه مؤرخ الدولة السعودية وصديق الإعلام والإعلاميين، والمساند والداعم الأكبر لقضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
كان هم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان منذ توليه منصب أمير منطقة الرياض أن يصنع منها مدينة حديثة بمقاييس ومواصفات المدن المعروفة في العالم. وقد تحقق له هذا الحلم بمشيئة الله، ومن خلال عمله الدؤوب لتطوير المدينة وتحديثها. وإن المرء بإمكانه أن يضبط ساعته على الثامنة صباحًا، موعد توجهه إلى مكتبه في إمارة منطقة الرياض.
واشتهر جلالته بإنسانيته وبعلاقة المحبة التي تربطه بشعبه، ولي تجربة شخصية في هذا الجانب جعلتني ألمس هذا البعد بنفسي، ففي عام 1993م – على ما أذكر- كنت في مستشفى “كليفلاند” في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان جلالته أميرًا لمنطقة الرياض في تلك الفترة، وفي زيارة لوالدة زوجته التي كانت نزيلة في تلك المستشفى، وفوجئت ذات يوم بزيارة جلالته لي، ولم أكن أتوقع مثل تلك الزيارة الكريمة التي فاجأتني ، ويومها سألني جلالته أن أطلب أي شيء، فكان ذلك منتهى الكرم، وأشعرتني الزيارة بسعادة لم أشعر بها في حياتي من قبل.
وبعد أن أصبح الملك السابع للمملكة العربية السعودية بعد بيعة الشعب السعودي له في الثالث من ربيع الآخر من عام 1436 هجرية الموافق الثالث والعشرين من يناير من عام 2015م بدأت المملكة مرحلة جديدة في مسيرة تطورها وتقدمها شكلت ملمحًا حضاريًا بارزًا في مجتمعها الدولي عندما قفزت من مجموعة الدول النامية إلى مجموعة الدول المتقدمة، وبعد أن تبوأت مكانتها كإحدى دول القرار على المستوى الإقليمي والدولي، وبعد أن أصبحت عضوًا في مجموعة العشرين، وبعد أن أصبحت رؤية 2030 واقعًا ملموسًا في حياة الشعب السعودي وحلمه الكبير الذي يتحقق على أرض الواقع.
التحولات والتغيرات التي شهدتها بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – مهندس رؤية 2030- تعتبر علامة بارزة في المسيرة السعودية المباركة، خاصة فيما يتعلق بتنويع مصادر الدخل، وبناء المشاريع العملاقة التي من شأنها أن تضع المملكة في مقدمة الدول الناهضة، إلى جانب تمكين المرأة، كل ذلك يبشر بمستقبل زاهر يليق ببلاد الحرمين الشريفين وبالشعب السعودي النبيل.
اليوم في الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وحيث تتوالى الإنجازات والنجاحات التي تحققت وتتحقق كل يوم في هذا العهد الميمون على يده وعلى يد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان مؤكدة على أن حاضر الشعب السعودي ومستقبله ترعاه أيدي أمينة.
اليوم في هذا الذكرى العزيزة على كل مواطن ونحن نجدد البيعة لجلالته ليس لنا إلا أن ندعوه عز وجل أن يديم علينا نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وفي مقدمتها نعمة القيادة، ونعمة الأمن والأمان الاستقرار والرخاء.
0