المقالات

الأستاذ والعجز عن إجابة تلميذه

عندما يستشعر الأستاذ مكانته العلمية؛ يصل في كثيرٍ من الأحيان إلى اكتمال حصيلة المعارف لديه؛ وخاصة في العلوم التي جمعها وأبحر فيها.. ولكن رغم حصيلته المعرفية يقف في حيرةٍ من أمره عندما.. يسأله تلميذه سؤالًا يجهله؛ ولا يعرف الإجابة عليه!! عندها يواجه هذا الأستاذ أصناف الحرج وأنواع الحيرة المصحوبة بالخذلان.. نتيجة عدم الإلمام بالموضوع وامتلاك الدراية الكافية في إدارة حوارٍ ناجح، ومناقشة هادفة بين الأستاذ وتلميذه.
ألا يستحق هذا الأستاذ وقفة إجلالٍ وإكبار لأنه شعر بتقصيره؛ وهو لم يقدر على الإجابة؛ ومعه العذر.. فهو ليس ملزمًا أن يعرف كل شيء.. ومع ذلك مؤمن بأنه أستاذ وعليه رسالة إيصال العلم وتعليم المعرفة لطلابه.
فهل سنعيد لهذا الأستاذ والمعلم هيبته لأن.. وهو المعين لرجالات المستقبل، ومجتمعنا مطالب اليوم وقبل فوات الأوان بأن يُعيد للمعلم هيبته واحترامه؛ ليعودا كما كانا بالأمس فينشأ جيل على هذه الفضائل وتنمو وتكبر معه.
هناك دروس وقيم.. وفي مقدمتها الاحترام المتبادل والعلاقة الأبوية الحميمة. فيجب على المعلم أن يبقى معلمًا وكذا الطالب طالبًا حتى يُصان لكل واحد حقه.. وهنيئًا لك أيها المعلم فضل صلاح المجتمع.. وما من أمة تقدر معلميها وتحفظ لهم كرامتهم إلا سهل الله لها سبل التطور والرقي؛ لتحتل مكانها اللائق والمكانة المرموقة.
وما زال المعلم ينال تلك المكانة اللائقة به عند كل فئات المجتمع خلال التاريخ الإسلامي، المعلم هو المقدم في كل الأمور له الاحترام والتقدير، حيث إن العلاقة بين المعلم وتلميذه منذ القدم علاقة تقدير واحترام، وكلما زاد اهتمام الناس بالعلم والتعليم تجد الأمة متماسكة مترابطة، وبالعكس كلما ضعف اهتمام الناس بالعلم والتعلم لأي سبب كان، تجد تلك الأمة متفككة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى