المُتابع لخدمات الحجاج في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ يتوقف أمام العديد من الأعمال والمبادرات التي استهدفت توفير الراحة والاطمئنان لقاصدي بيت الله الحرام، وتحويل رحلتهم من رحلة شاقة إلى رحلة إثرائية تحمل ذكريات جميلة يرويها الحاج لأحفاده.
ومن بين المبادرات التي أطلقت في عهد الملك سلمان ـ حفظه الله ـ مبادرة “طريق مكة” التي أطلقتها وزارة الداخلية لأول مرة عام 1438هــ على عدد ألف وخمسمائة حاج من حجاج ماليزيا؛ بهدف الوصول إلى الحج الذكي من خلال مسار إلكتروني موحد، بدءًا من إصدار التأشيرة، ومرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توفر الاشتراطات الصحية؛ إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصول الحجاج لن يمروا بإجراءات الدخول التي أجروها مسبقًا، إذ ينتقلون مباشرة إلى حافلات تنتظرهم لإيصالهم إلى الأماكن المعدة لسكنهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، أما أمتعتهم فتتولى الجهات الخدمية إيصالها إلى مساكنهم، وتوسعت في عام 1439هـ لتشمل كافة حجاج ماليزيا والذين بلغ عددهم ذلك العام نحو أربعين ألف حاج، ثم توسعت المبادرة عام 1440هـ لتطبق على حجاج ماليزيا وحجاج أندونيسيا وحجاج باكستان وبنجلاديش، وتوقفت في عامي 1441 و1442هــ نتيجة لجائحة كورونا، ثم أعيد تطبيقها عام 1443هــ لتشمل خمس دول هي: ماليزيا، إندونيسيا، باكستان، بنغلاديش، المغرب، مما يعني أنها جمعت بين حجاج قادمين من أقصى جنوب شرق آسيا، وفي موسم حج العام الماضي 1444هــ توسعت لتشمل حجاج تركيا، وكوت ديفوار الذين بلغ عددهم العام الماضي (9557) حاجًا، وشكلت هذه المبادرة دافعًا قويًا للعاملين في مجال خدمات حجاج الخارج، فعملوا بجد واجتهاد لتطوير خدماتهم والارتقاء بها نحو الأفضل، وعملنا داخل شركة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية على تنفيذ توجيهات قيادتنا فتم تطوير مستوى مخيمات الحجاج بمشعر عرفات وتحويلها إلى مخيمات مشيدة وفقًا لأفضل المعايير العالمية، القادرة على عزل الضوء والحرارة والماء، والمقاومة للحريق والاهتراء، والواقية من الأشعة فوق البنفسجية، لتجعل الحاج يعيش رحلة الحج من فكـرة كانت راودته إلى ذكرى تبقى خالدة في ذهنه.
كما تم العمل على إدخال نظام الذكاء الاصطناعي لأول مرة في مخيمات الحجاج من خلال استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في السيطرة على المواقف والحشود والازدحام.
ومواكبة لتطور منظومة النقل حرصنا في شركة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية على تطوير أسلوب نقل الحجاج للمشاعر المقدسة من خلال إطلاق مبادرة النقل الترددي لنقل الحجاج من مشعر منى إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، وتستهدف المبادرة التي نفذت خلال الفترة 10 ــ 11 ذي الحجة 1444هـــ، نقل الحجاج من مخيماتهم بمشعر منى عبر حافلات خاصة من ثلاث نقاط تجمع، حددت كل واحدة منها بلون مميز حتى لا يتوه عنها الحاج، ويحصل الحاج على تذكرة الذهاب إلى المسجد الحرام مجانًا من قبل مركز الخدمة التابع له، وحال الانتهاء من الطواف يتم التجمع في منطقة واحدة للعودة إلى مشعر منى.
وأمام ما قدمه ويقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ لضيوف الرحمن، نقف شاكرين حامدين الله أن سخر لهذه البلاد قيادة تعمل لراحة المواطن والمقيم والحاج والمعتمر والزائر.
* رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج إفريقيا غير العربية