قد ترى في غرف ودهاليز وممرات الإعلام الجديد بشتى صوره منشورات من غير ذوي الاختصاص تتحدث عن لون اللسان؛ كونه جهاز كشف لصحة الجسد؛ فإن ساد عليه اللون الأحمر كان ذلك دلالة على المرض الفلاني، وإن ساد عليه اللون الأصفر أشار ذلك للنقص في الفيتامين العلاني إلى آخره.
وبالرغم من أن اللسان هو جزء من الفم يقوم بالعديد من الوظائف الناطقة والماضغة وغيرها؛ إلا أنه وإن كان عرضةً للتأثر بالأمراض المختلفة، ويعكس بعضًا من الأعراض المرضية فلا يعني ذلك بالضرورة أنه مؤشر أو أداة استشعار لونية للأمراض بباقي الجسم.
يكون اللسان بحاجة لمراجعة طبيب الفم إن كان به خلل وظيفي؛ فقد يُفقد الحِسّ به أو بجزء منه لضرر بعصبه الحسي أو قد يُصاب اللسان بقصور حركي فيميل لجهة واحدة فقط أو لا يقدر على الحركة بتاتًا لضرر بعصبه الحركي لأسباب عدة.
وإن أصابت اللسان تشققات عميقة قد تؤلم المريض فقد يدل ذلك على جفاف الفم وقلة إنتاجه للّعاب الذي تتنوع أسباب حدوثه ويحتاج تقصيًا تامًا من طبيب الفم، وقد يكسو اللسان بياضًا كثيفًا غير مؤلم يزاح عنه عند المسح عليه كالتكاثر الفطري مثلًا بسبب استخدام أدوية معيّنة كبخاخات الربو أو إساءة استخدام المضادات الحيوية واسعة الطيف في الأغلب.
وقد يظهر على اللسان أيضًا بياضًا أو احمرارًا لا يُمسح، مؤلم وغير مؤلم، وقد يستدعي عناية طبيب الفم بكل تأكيد لضمان استقصائه والكشف عليه. أما إن كان باللسان حومة كبيرة كانت أو صغيرة – واحدةً أو متفرقة – عندها يمكن زيارة طبيب الفم للتأكد من أسبابها العديدة، والعمل على عون المريض على التئامها.
كما قد يظهر على اللسان تصبغات بعضها طبيعي الحدوث والبعض منها يحتاج عناية طبيب الفم للتأكد من خلو أي أمراض قد تنتج عنها، عدا عن التضخمات والالتهابات الأخرى التي قد تصيب اللسان، وتستدعي تدخلًا من طبيب الفم في أسرع وقت.
فالشاهد أن لطبيب الفم القدرة والتجربة والخبرة الكافية في التمييز بين مختلف المؤثرات الجسدية والدوائية على اللسان، ويملك القدرة على التفريق بين مختلف العوامل المؤثرة على صحة اللسان التي يصعب اختصارها بقائمة الألوان تلك المنتشرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لذا يجب طلب استشارته للوصول لحل جذري واضح لعلاج اللسان وباقي أجزاء الفم، والأخذ برأيه عند ظهور أعراض وإشارات مرئية باللسان غير اعتيادية وليس فقط متابعة لون اللسان.
يذكر أن تخصص طب الفم هو أحد التخصّصات المعترف بها من هيئة التخصصات السعودية والجهات الدولية المعنية بطب الفم والأسنان؛ كونه التخصص المعني بعلاج الأمراض التي تصيب الفم والوجه والبلعوم والعنق من أمراض العدوى أو الأمراض المزمنة أو الوراثية أو الأورام الحميدة منها وغير الحميدة.