يمر بوم ٣ / ٤ / ١٤٤٥ هـ على أبناء هذا الوطن المبارك بتضحيات ولاة أمره، وولاء شعبة، في الذكرى التاسعة على تولي قائد بلادنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ورعاه ــ مقاليد الحكم، وتأتي البيعة الشرعية منطلقة من التعاليم الإسلامية التي حث عليها ديننا الحنيف وأوجبها.
فالبيعة الشرعية هي مبايعة الناس لولي أمرهم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والعسر واليسر.
وعدم ارتباطها بالمصالح الدنيوية، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قَال رسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “ثَلاثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّه يَوْمَ الْقِيَامةِ وَلاَ ينْظُرُ إلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عذابٌ ألِيمٌ: رجُلٌ علَى فَضْلِ ماءٍ بِالْفَلاةِ يمْنَعُهُ مِن ابْنِ السَّبِيلِ، ورَجُلٌ بَايَع رجُلاً سِلْعَةً بعْد الْعَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لأخَذَهَا بكَذَا وَكَذا، فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلى غيْرِ ذَلِكَ، ورَجُلٌ بَايع إمَاماً لاَ يُبايِعُهُ إلاَّ لِدُنيَا، فَإنْ أعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى، وإنْ لَم يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ”.
والأحاديث الدالة على التحذير من الخروج على ولي الأمر كثيرة جداً منها قوله صلّى الله عليه وسلم -: “مَنْ خلَعَ يَداً منْ طَاعَةٍ لَقِي اللَّه يوْم القيامَةِ ولاَ حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ ماتَ وَلَيْس في عُنُقِهِ بيْعَةٌ مَاتَ مِيتةً جَاهِلًيَّةً”.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (كُلُّ بني آدَمَ لا تَتِمُّ مَصلَحَتُهم لا في الدُّنيا ولا في الآخِرةِ إلَّا بالاجتِماعِ والتعاوُنِ والتناصُرِ؛ فالتعاوُنُ على جَلبِ مَنافِعِهم، والتناصُرُ لدَفعِ مَضارِّهم؛ ولِهذا يُقالُ: الإنسانُ مَدَنيٌّ بالطَّبعِ، فإذا اجتَمَعوا فلا بُدَّ لَهم من أمورٍ يَفعَلونَها يَجتَلِبونَ بها المَصلَحةَ، وأمورٍ يَجتَنِبونَها لِما فيها من المَفسَدةِ، ويَكونونَ مُطيعِين للآمِرِ بتِلكَ المَقاصِدِ، والنَّاهي عن تِلكَ المَفاسِدِ، فجَميعُ بني آدَمَ لا بُدَّ لَهم من طاعةِ آمِرٍ وناهٍ، فمن لم يَكُن من أهلِ الكُتُبِ الإلهيَّةِ ولا من أهلِ دينٍ، فإنَّهم يُطيعونَ مُلوكَهم فيما يَرَونَ أنَّه يَعودُ بمَصالِحِ دُنياهم، مُصيبينَ تارّةً، ومُخطِئينَ أُخرَى).
ومن هذه المقدمة يتضح لنا أن البيعة لولي الأمر أمر شرعي، وعقيدة يتقرب بها المسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، كيف وإذا كانت هذه البيعة لولي أمر المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ــ حفظه الله ــ فقد أعز الله به الإسلام، وشهد الحرمان الشريفان في عهده ــ أيده الله ــ توسعة ضخمة، وعنايته ــ رعاه الله ــ بطباعة المصحف الشريف وتعليمه، واهتمامه ــ حفظه الله ــ بالتوحيد والسنة ونشرهما، وإغاثة المنكوبين وإعانتهم، ورعايته العظيمة بقضايا المسلمين ونصرتهم.
تسع سنين في نهضة وتمكين تشهد فيها بلادنا في عهد ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين نهضة متكاملة لا نظير لها على كافة الأصعدة مما جعل لبلادنا حضوراً عالمياً مبهراً، وجعل لها نفوذاً قوياً بين الدول النامية والدول العظمى.
تسع سنين في نهضة وتمكين وبلادنا تعيش أمناً وارفاً، واستقراراً في الأمن الداخلي، والضرب بكل حزم وقوة على كل من يحاول المساس بأمن الوطن ومقدراته، ومحاربة الخوارج والعابثين بعقول الناس، أهل الأفكار الضالة والمنحرفة، والأحزاب المخالفة لمنهج السلف، والعناية بتطهير العقول من لوثة الحزبيين الذين يسعون إلى زعزعة الأمن، وتفريق اللحمة الوطنية، والتقليل من حقوق ولي الأمر، وبث الشائعات، والترويج لها.
تسع سنين في نهضة وتمكين ونحن ننعم بنعم تتوالى وإنجازات تتتابع على المستوى الداخلي منها القضاء على المفسدين، والاهتمام بالقطاعات الحكومية، وتطويرها، وتحديث إجراءاتها، والمشاريع التنموية، وخدمة الوطن، ورفاهية المواطن، وتوفير احتياجاته، وتأمين الحياة الكريمة له ولأسرته.
أما على الصعيد الخارجي فالإنجازات الخارجية ولله الحمد كثيرة ومتنوعة منها ما هو على السياسية الخارجية، والتحالفات العسكرية، وتطوير العلاقات الدولية، والجهود الإغاثية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الدولية الرامية إلى تعزيز اقتصاد المملكة العربية السعودية في جميع المجالات.
تسع سنين في نهضة وتمكين، وإن الإشادة بمواطن الفخر والعز والتمكين لبلادنا وولاة أمرنا لهو نابع من عقيدة وولاء ومحبة ووفاء من القيادة الرشيدة والشعب الكريم النبيل.
حفظ الله بلادنا، وولاة أمرنا، ورجال أمننا، وأدام علينا نعمه الظاهرة والباطنة، وزاد بلادنا رفعة وتوفيقاً، ورد كيد الأعداء وأهل الأهواء في نحورهم، إن ربي سميع مجيب.