لا تزال أفراح الوطن تترى وتتتابع – ولله المِنّة والفضل – ولا يزال إحساس المواطن السعودي بالولاء والانتماء.. وارتباطه بالأرض والوطن والهوية، يتأصّل ويترسّخ مع مرور الزمن.. وشعوره بالغبطة والسرور يزداد يومًا بعد يوم، وليتعمّق ويتجلّى ويتجسد في هذه الأيام، بفرحته الكبيرة بحلول الذكرى التاسعة لتولي مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، – حفظه الله ورعاه –، مقاليد الحكم في بلادنا الغالية: (المملكة العربية السعودية)، ليحتفي جميع أفراد الشعب الوفي، بذكرى هذه البيعة المُباركة، بقلوب ملئها المحبة والامتنان والولاء، ولتعم الفرحة ربوع بلادي العزيزة، بمرور تسع سنوات، شهدت فيها بلادنا الغالية، قفزات تطويرية هائلة في شتى المجالات.. قفزات أبهرت العالم، ولتمضي في مواصلة مسيرتها وهي تسير بخطى ثابتة وبخطوات حثيثة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، هذه الرؤية الطموحة التي جعلت الآمال والتطلعات؛ تنمو وتتسع وتبلغ آفاقًا وأبعادًا غير مسبوقة، ولتدفع ببلادنا للمضي قُدمًا وبخطى واثقة؛ نحو تحقيق أهدافها ومرتكزاتها، ولتُحقِّق مملكتنا الغالية السيادة والريادة عالميًا، وبالتالي لتُمثل هذه الذكرى الغالية لما تحمله من دلالات وأبعاد عميقة، مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن، في ظل ما يعيشه من وحدة وترابط مع قيادته الرشيدة، وما ينعم به من نماء واستقرار ونهضة، في ربوع هذا الوطن الغالي العزيز، وأيضًا لتُعدُّ هذه المناسبة الغالية، انعكاسًا طبيعيًّا لمدى قوّة التلاحم بين القيادة والمواطنين، ولتُعتبر شاهدًا حيًّا على مُنجزات ضخمة وإنجازات كبرى؛ سيُسطِّرها التاريخ، بحروف من ذهب في صفحات المجد والرفعة.
تسعة أعوام منذ أن اعتلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، – رعاه الله – سدّة الحكم في بلادي الغالية؛ قائدًا وملكًا للمملكة العربية السعودية، ليبدأ عهد زاهر عنوانُه التقدّم والريادة لوطننا الغالي في جميع المجالات، تسع سنوات شكَّلت تحولات إيجابية وحقّقت نقلات كبرى على مختلف الأصعدة، في مسيرة تنمية وعُمران ونهضة مباركة، وضع خلالها – حفظه الله – الوطن على أعتاب مرحلة جديدة، ولتُحقِّق قيادته الرشيدة والحكيمة للوطن، نقلات كبرى من التقدّم والرقي، وإنجازات مبهرة في المجالات كافة، حيث أولى خلال هذه الفترة – أيده الله – أهمية قصوى لإعمار المملكة وتحقيق نهضتها، برؤى ثاقبة حكيمة، وبتخطيط سليم ومدروس، وبأعمال مُستدامة، ولتتجدّد على مسامعنا، كلمات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، المُلهمة وهو يقول آل سعود، – حفظه الله ورعاه – قولته الشهيرة: “إن هدفي الأوّل.. أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كل الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك”، ولتتحقّق هذه الرؤية الثاقبة، حيثُ عظّمت المملكة وقدراتها، ورسّخت مكانتها ووزنها، وعزّزت موقعها الاستراتيجي المتميز، على كافة الصّعد الوطنية والإقليمية والدولية، وقدّمت للعالم، نموذجًا رائدًا ومتميزًا، لقيادة رشيدة وحكيمة قادرة على تحمل مسؤوليتها المحلية والإقليمية والدولية، ومبادرة للمشاركة في دعم مسيرة التنمية العالمية، وساعية لنشر السلام والأمن العالميين، وذلك من خلال تكثيف كل علاقاتها المتميزة وجهودها ومساعيها، للقيام بأداء أدوار رائدة لإنهاء بعض الأزمات الإقليمية والعالمية، والإسهام في إعادة الأمن والاستقرار، وترسيخ أسس السلام على المستوى الإقليمي والدولي.
وإننا إذ نحتفي بهذه الذكرى الخالدة؛ إنما نحتفي بالأمن والأمان والاستقرار، ولننتهزها فرصة لتقدير المنجزات والعطاءات غير المحدودة التي شملت جميع أنحاء الوطن وأرجائه، ولنعدها وقفة للتأمل واستلهام الدروس والعبر، والنظر في السجل الحافل لمنجزات هذا الوطن العظيم، ولنرى كيف تقدمت مملكتنا الغالية بخطى واثقة على جميع المستويات، وكيف عزّرت من مكانتها الدولية والإقليمية الرفيعة، وبالتالي لتنطلق مملكتنا الحبيبية – على الصعيد الدّاخلي-، في رحلة غير مسبوقة لتمكين أفراد المجتمع جميعًا – لا سيما المرأة والشباب -، حيثُ اهتمت القيادة الرشيدة – أيدها الله – بتطوير ودعم قدرات أبناء الوطن وبناته، وذلك برفع مستوى جودة التعليم والارتقاء بمُخرجاته، وإطلاق عدد من البرامج والمشروعات الجديدة، التي تأتي ضمن برامج ومشروعات مبادرات التحوّل الوطني؛ بهدف تمكين الشباب في سوق العمل، وزيادة مشاركاتهم في بناء الوطن وتطويره، وإطلاق العنان لطاقاتهم المُتجدِّدة ولقدراتهم الكبيرة وابتكاراتهم وإبداعاتهم، وتوظيفها في مختلف قطاعات وميادين العمل، سعيًا نحو تمكينهم واستقرارهم، وضمان مستقبل أكثر إشراقًا لهم، وضمن إطار مسيرة نهضة شاملة وتنمية مُستدامة تشهدها جميع مدن ومناطق المملكة، أسهمت في أن تأخذ المملكة – على الصعيد العالمي – موقعها الريادي الطبيعي في مُقدِّمة الدول، ولتتبوأ مكانة عظيمة بين دول العالم، ولتؤدي أدوارها السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والإنسانية وغيرها، انطلاقًا من مكانتها الاستراتيجية وثقلها على المستوى الدولي.
في الختام؛ يشرّفني أن أرفع أسمى عبارات التهاني والتبريكات، لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين، ولسيدّي صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – ولجميع أفراد الشعب السعودي الأبي المخلص، مؤكِّدًا بهذه المناسبة الخالدة؛ عهد الولاء والسمع والطاعة لقيادتنا الحكيمة – أيدها الله – ومتطلعًا لأعوام عديدة ومديدة، ترفل فيها بلادنا في نِعم الأمان والأمان والاستقرار.. والنماء والرخاء والازدهار.
كما أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يحفظ بلادنا، وأن تعود هذه المناسبة الغالية على الوطن وقيادته الرشيدة وشعبه الوفي، بالمزيد من الخير والنماء والرخاء.
إنه سميع مجيب الدعوات،،،
– المُلحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين
لدى تركيا ودول الإشراف