المقالات

في الذكرى التاسعة لمبايعة الملك سلمان عهد ووفاء

للتاريخ صفحات مشرقة، ليلها كنهارها. أصحابها يُمجدهم التاريخ عبر الأيام والسنين. وجوههم مبيضة، صدورهم منشرحة، قلوبهم مطمئنة، نفوسهم إلى الله راغبة.
ومن الصفحات المشرقة في عالمنا اليوم صفحة آل سعود الكرام، القادة الأخيار، الصادقون الأبرار، الباذلون نفوسهم لإغاثة المتضررين.
أسكنهم الله أشرف البقاع إليه، بلاد الحرمين الشريفين، مأوى أفئدة المؤمنين، مبعث رسوله الأمين، لهداية الناس أجمعين.
إن الحديث عنهم يطول، يكفي للإنسان أن يقول: أين أبدأ وأين أنتهي عمَّا أقول؟
لقد ضرب المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – رقمًا قياسيًا كبيرًا في لم الشمل بعد الفرقة والخلاف، فصار الكل تحت ظل قيادة موحدة تحكمها شريعة الله.
فكان لأبناء الملك عبد العزيز حظ وافر في السير على نهجه، معتصمين بحبل الله مجتمعين غير متفرقين، من الملك سعود إلى فيصل إلى خالد إلى فهد إلى عبدالله ثم إلى سلمان الخير اليوم، كلهم في خدمة الدين والإنسانية بكاملها، فما طرقت المملكة العربية السعودية بابًا من أبواب البر والإحسان إلا وطرقته.
وفي هذا العهد المبارك العظيم مع ملك الحزم والعزم، من جمع بين الأصالة والحداثة، وسداد الرأي وعلو الهمة، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
لقد جاء بعد سنوات قضاها في خدمة الدين والوطن بصدق وإخلاص أثناء توليه إمارة منطقة الرياض في فترة لا تقل عن ربع قرن، وصارت الرياض من أكبر العواصم العالمية، ومن أعلى مستوياتها في التقدم العمراني.
وهاهو اليوم يقود سفينة المملكة العربية السعودية مرورًا بلجج البحار لإرسائها إلى بر الأمان، فأسندت مجموعة العشرين الاقتصادية رئاسة المجموعة إلى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وتمت استضافة المملكة قمتها المنعقدة على أرض المملكة في أواخر هذا العام.
وإن دلَّ هذا على شيء إنما يدل على حسن تخطيط الملك سلمان، ومدى عمق تفكيره، وهذا لا يخفى على من له قلب دوره السياسي والإنساني والديني.
وهذا الحدث التاريخي للمجموعة أن تنعقد قمتها في المملكة لم تأتِ بالمصادفة، إنما بعد رؤية ثاقبة من المجموعة لمكانة المملكة في محاربة الإرهاب والتطرف ودعم الوسطية والاعتدال، فكل ذلك مما أكَّد لهم وجوب تتويجهم للمملكة تاج الكرامة لتكون هي الدولة العربية في التاريخ تستضيف قمة المجموعة العشرين الاقتصادية.
ففي مثل هذا اليوم نعيش الذكرى المجيدة العظيمة التاسعة لمبايعة الملك سلمان بن العزيز ليكون خادمًا للحرمين الشريفين، وهذا اللقب يحمل معنى عظيمًا في النفوس، وذلك أن الزعيم يرى نفسه أنه يستولى على الشعب رضوا أم لم يرضوا، بخلاف قادة المملكة العربية السعودية اختيارهم للقب خادم الحرمين الشريفين، ليكونوا خدمة لأقدس وأحب البقاع ومن فيها إلى الله، فأذلوا أنفسهم أمام الله فأعزهم الله وجعل ذكرهم خالدًا من أبيهم المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

– إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى