هب ساسة الغرب هبة رجل واحد، وربما سيدة واحدة أيضًا فهم رجالهم وستاتهم لا فرق. فقلوبهم رقيقة وحنينة على ست الحبايب إسرائيل. فقد بدأت حاملات الطائرات والسفن الحربية تهرول إلى الشرق الأوسط لنجدة (حبيبة القلب والرية وباقي الناس عارية) إسرائيل. فالدولة التي تمتلك رابع قوة عسكرية في العالم حسب ما يقولون هم. في حاجة ماسة إلى الدعم، وأفسر الدعم هنا من عندي بمعنيين. فبالنسبة لإسرائيل يعني منحهم كل ما لذَّ وطاب من الإبرة إلى الدبابة. أما بالنسبة للفلسطينيين فإنه يأتي في المعنى الذي يجري على ألسنة بعض الشعوب العربية وهو الدهس أو بالمفتشري الدعس. وهنا طبعًا لدهس أهالي غزة المدنيين. فهم بعد إصابتهم وحتى تتطمئن قلوب ساسة الغرب وإعلامه بأن كل من أصيب بالرصاص قد قُتل، ولم يعد يفرفص. فهو إن سلم من الصواريخ بعض الشيء فالدهس والذي منه للتأكد من أنه أصبح المرحوم فعلًا. طبعًا المرحوم هذه من عندي ومن عندهم المجرم الإرهابي. فيتأكدون أنه مات ولا يمكن أن يصحو ثانية حتى لو كان بسبعة أرواح. لقد انهالت زيارات التأييد والأخذ بخاطر إسرائيل المظلومة؛ وذلك لرفع معنوية كيانها المحتل ملاحظين جملة كيانها المحتل. فهم يحتلون الشعوب ورغم ذلك يناصرونهم ويطبطبون عليهم. فمن شابه أباه فما ظلم. كلهم استعماريون ولهم في الاحتلال خبرات وتجارب فاشلة خرجوا منها بعد سواد وجوه الكثير من الساسة، ولكن بعد ما أمعنوا في القتل والتدمير ولكن لم ولن يتعظوا، والقتل هنا طال الشعوب التي احتلوا أوطانهم وكذلك جنودهم. فجنودهم بالنسبة لهم حطب يستخدمونهم في كل نار يشعلونها في أنحاء العالم. إنهم يحاسبون البعض رياءً بأنهم يقتلون الأبرياء، وهم يقتلون جنودهم إضافة إلى شعوب الدول التي يهاجمونها، ولا أدل على ذلك من حرب فيتنام والتي خسرت فيها أمريكا 58 ألف قتيل. و304 آلاف جريح وكذا أفغانستان ويقدر عدد الذين قتلوا 241 ألف شخص لقوا مصرعهم في حرب أفغانستان، ما بين أمريكي وأفغاني. وفرنسا ذات القفاز الناعم والعطور والموضات الفاخرة والحسناوات الفاتنات. هذه الدولة المستعمرة فقدت حوالي 200-ألف جندي خلال استعمارها للجزائر، وقد قتلت أضعاف هذا الرقم من الجزائريين هذا غير ما فعلته بدول أفريقيا الأخرى – حكومة فرنسا زد على الدفاع المستميت عن جرائم إسرائيل منعت حتى حق التظاهر لمن يناصر الفلسطينيون، ولكن مجلس الدولة الفرنسي وهو هيئة قضائية فيما بعد ألغي ذلك الأمر. دول تحتل وتستعمر وتقتل بمئات الألوف وتتفاخر في ذلك وتستهجن وتندد عندما الدول المحتلة تناضل لأجل حريتها. بل تعين المحتلين وتدعي أنها دول الحرية والديموقراطية. إن الدول التي تُناضل من أجل حريتها. لا تفعل ذلك لأجل حياتها فقط بل لأن كرامتها ومعنوياتها تقتل في كل يوم وكذلك العيش الذي ليس بكريم ألبتة بل هي حياة بائسة من اللقمة إلى عدم الاطمئنان هل سيمر غد وهم على وجه الأرض أم أسلموا الروح وأصبحوا تحتها. أتى رئيس أمريكا وتعني إلى إسرائيل لكي يناصرها ويعطي صك البراءة لها فهي تحتاج إلى ذلك لتمعن في القتل والتنكيل ليس فقط في غزة ولكن أيضًا في الضفة الغربية التي بلغ من قبض عليهم أكثر من 800 معتقل إضافة إلى من قتل من الضفة. ما ترك فخامته كلمة في قاموس اللغات لم يستخدمها في مدح وثناء إسرائيل، وأن لها الحق كل الحق فيما تقوم به من قتل وتشريد وتهجير للشعب الفلسطيني، ولم يقصر فقد منح مئة مليون دولار للسلطة الفلسطينية مخضبة بالدم والتمني بالويل والثبور وعظائم الأمر وبالفناء (للإرهابيين الفلسطينيين) طبعًا ومئة ضعف ذلك المبلغ (ما لا يقل عن 10 مليارات دولار) لإسرائيل حتى تستطيع محو الفلسطينيين سواء بالقتل أو بالتهجير، ومن ثم الكتابة علي موقع فلسطين في الخريطة خرج ولم يعد.. بل ولن يعد، والآن قَدِم سوناك رئيس وزراء بريطانيا وأكثر دولة مستعمرة في العالم. والتي كان تحت تاجها حوالي 75 دولة استعمرتها أذاقتها أفانين الذل والبؤس؛ فهذا هو رئيس وزرائها سوناك يأتي لدولة مستعمرة (الدم يحن) لكي يبارك لها سفك الدماء، ويرمي فتات بعض كلمات المواساة التي لا ترقي إلى مستوى ما يعيشه هذا الشعب من كرب وألم. إنهم جميعًا لا يرحمون. فهذا دأبهم حشف وسوء كيلة فالكيل بمعيارين ثقافة أصيلة في العالم الغربي. أما من أصم آذاننا بالموت لأمريكا وإسرائيل؛ فلا زال الصياح مستمرًا. إننا نسمع جعجعة ولا نرى طحنًا.
0