مما حفَّزني للكتابة عن هذا الموضوع مكالمة أجريتها مع أ.د. أسامة المدني أستاذ الصحافة والإعلام الجديد والخبير في الذكاء الاصطناعي، وتحدثنا عن مؤلفاته الإعلامية الستة، ثم تطرق الحديث إلى آخر مؤلفاته العلمية؛ فأخبرني بأنه يعمل على تأليف كتاب يحمل عنوان المقال؛ حيث أشار بأنه يكتب عن مقتطفات من سيرة خادم الحرمين الشريفين وبعض مواقفه وريادته في الأعمال الخيرية؛ لأنه يُمثل رائد المبادرات الإنسانية والأعمال الخيرية في العالم في المجالات الإنسانية والأزمات والكوارث، كما أنه من أكثر الشخصيات السياسية التي ترأست اللجان الإنسانية في العصر الحديث باسم المملكة على مستوى العالم.
ومن أبرز المشاريع الإغاثية التي قدمتها المملكة في عهده مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدولية تم تأسيسه في 27 رجب 1436هـ بتوجيه من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، ليقوم بعملية التنسيق مع المنظمات والهيئات العالمية؛ بهدف تقديم المساعدات للمحتاجين حول العالم، واستفادت منه الكثير من الدول المنكوبة والمتضررة في مختلف أنحاء العالم بالفيضانات والزلازل والحروب.عبر خطط أساسية لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية بالمواد الغذائية، الإيوائية والطبية التي يقدمها المركز بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين والإقليميين بملايين الدولارات للدول المحتاجة في مختلف القارات، وكان الهدف الرئيسي من إنشائه هو توحيد مساهمات المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من المصادر الحكومية، والتجارية، والخيرية ومن خلالها تطورت الشركات مع المنظمات الدولية.
ويعمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدولية ليعبر عن مملكة الإنسانية التي تقوم بذلك انطلاقًا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، وامتدادًا للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال، لأكثر من 90 دولة حول العالم. وقام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بإنشاء منصة بيانات للمساعدات السعودية للعالم مشتملة على ما تقدمه المملكة من مساعدات إنسانية متنوعة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان شغوف بالعمل الخيري منذ أن كان أميرًا على الرياض، حيث يقوم برعاية كافة أنشطته، وكان محفزًا لغيره للمساهمة في ذلك؛ حيث كان حريصًا على تنمية القطاع الثالث، حيث حث رجال الأعمال وغيرهم للقيام بدورهم، وكان يشرف على تلك الأنشطة رغم انشغاله بمناصبه الأخرى.
وكان للملك سلمان وجهة نظر في العمل الخيري؛ حيث يرى أن العمل الخيري المتعدي نفعه إلى الناس هو خير من العمل القاصر على صاحبه لعظم أجره وكثرة نفعه، وله العديد من الإسهامات في العمل الخيري (كبناء المساجد، ورعاية الأيتام، وبناء المساكن للفقراء والمحتاجين، ودعم حلقات تحفيظ القرآن، وتبرعه بالجوائز المالية لها، وكذلك رعايته لمرضى الفشل الكلوي).
كما أسس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان العديد من المراكز منذ كان أميرًا على الرياض كالمجلس الأعلى لمركز الأمير سلمان الاجتماعي وكان رئيسًا له ولجمعية البر بالرياض بالإضافة إلى رئاسته الفخرية لغيرها كلجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض، ولجنة أصدقاء الهلال الأحمر بمنطقة الرياض، ومشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، ورئاسته لمجلس إدارة الأمير سلمان للإسكان الخيري، ورئيس مجلس إدارة مشروع الرياض. ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم ورئيس الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض، ورئيس جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوي بمنطقة الرياض؛ ونظرًا لنشاط خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في العمل الخيري حصل على عدد من الأوسمة السعودية والعربية والدولية من مختلف القارات. كما قام بافتتاح بعض المؤتمرات الدولية للعمل الخيري ودعم المنظمات الدولية للإغاثة، وهذا ما جعل المملكة سباقة للعمل الخيري منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وإلى الآن في عهد المملكة العظمى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وريادة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء سمو الأمير محمد بن سلمان رجل الخير والتطوير والمشاريع العملاقة لقيادة المملكة نحو المستقبل الواعد بالخير للجميع برؤية حكيمة.
– عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى
faisal_alshamiri@yahoo.com