وراء كل قصة نجاح جديدة في السعودية يقف خلفها الأمير محمد بن سلمان بسياسته الهادئة الطموحة المتفردة في الولوج في مجالات لم يسبقها أحد.
ضمن رؤية السعودية لعام ٢٠٢٠-٢٠٣٠ في المجال الرياضي هناك الكثير من الخطط والبرامج والمبادرات من بينها وأهمها الاستثمار في مجال اللعبة الشعبية الأولى والأشهر في العالم وهي كرة القدم، هدف الأمير محمد هو جعل الدوري السعودي من بين العشرة الأقوى في العالم، وكذلك رفع القيمة السوقية للأندية السعودية، وتمَّ هذا الأمر من خلال إعلان وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل ضم الأربعة الكبار الهلال والنصر والاتحاد والأهلي إلى صندوق الاستثمارات العامة، وطرح لجزء من أسهمها للخصخصة، وهذه الرؤية الثاقبة أيضًا من أهدافها المجالات الربحية؛ فمثلًا بلغ سعر نادي ريال مدريد أكثر من 5 مليارات دولار عام ٢٠٢١ وواردات نادي مانشستر يونايتد بلغت ٥٦٠ مليون يورو عام ٢٠٢١
إن رؤية السعودية لعام ٢٠٣٠ المجال الرياضي هي رؤية واعدة، وهي ليس بعيدة عن المجال الاقتصادي والاجتماعي، فالتعاقد مع لاعبين مشهورين عالميًا سوف توجه الأنظار إلى المملكة، وتعزز صورتها عالميًا بعد أن حاولت بعض وسائل الإعلام الصفراء تشويه صورة المملكة، وكذلك جذب وتشجيع السياحة؛ لأن كل لاعب مشهور تم التعاقد معه لديه ملايين من المتابعين والمشجعين حول العالم الذين سيحاولون القدوم للمملكة لمتابعة مباريات لاعبهم المفضل.
ومن العائدات المالية الضخمة التي سوف تُجنيها السعودية من هذا الاستثمار الناجح عائدات البث التلفزيوني، وعقود الرعاية من قبل الشركات التجارية الكبرى في العالم التي تبحث عن ترويج منتجاتها والدعاية لها من خلال أقمصة اللاعبين المشهورين واللوحات الإعلانية داخل الملاعب وجدران مراكز التدريب، وكذلك إيرادات بيع اللاعبين وعوائد الحصول على الألقاب عوضًا عن مجالات الترفيه التي سوف يحظى بها الشعب السعودي وشعوب المنطقة.
ان التنوع في مجالات الاستثمار من الخطط الناجحة والواعدة التي ستكون لها آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية وحتى ثقافية واضحة والعالم، فقد شاهد العالم كيف أن اللاعب الشهير كريستيانو رونالدو يرقص العرضة النجدية، وهذا بحد ذاته يُمثل تعريفًا بالموروث الثقافي السعودي. إنها القوة الناعمة السعودية، وهنا يكمن التخطيط الاستراتيجي والاستثمار الناجح.
– أكاديمي عراقي
