في أعقاب القصف الإسرائيلي الوحشي الذي استهدف مستشفى المعمداني الأهلي بغزة، والذي نتج عنه استشهاد ٥٠٠ شهيد من المدنيين الأبرياء من المرضى والعاملين في المستشفى، أقول عقب ذلك الهجوم البربري، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا شافيًا كافيًا، استخدمت فيه أشد العبارات لإدانة واستنكار ما أقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي، من قتل عشوائي وإبادة جماعية لأرواح المدنيين الفلسطينيين، من الشيوخ والأطفال والنساء الذين كانوا تحت العناية الطبية بمبنى طبي تحرم جميع القوانين الدولية استهدافه أو الاعتداء عليه، وإزاء ذلك الاعتداء الإجرامي وغير الأخلاقي، فقد قالت المملكة العربية السعودية كلمتها بكل وضوح من خلال بيان وزارة الخارجية السعودية؛ لتثبت للعالم أجمع موقف السعودية الثابت مما يجري في غزة، وليؤكد وطن العز والإباء، وطن الشموخ والقوة والعدل والإنسانية، أن المواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية ثابتة لا تتغير، وأن القيادة السعودية رائدة وسباقة وصلبة وقوية في اتخاذ القرارات المشرفة والتي تصب في صالح الأمة الإسلامية بصفة عامة، هذا النهج السعودي هو نهج ثابت ومتأصل منذ عهد الملك المؤسس وحتى عهد الملك المفدى سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده، هذا النهج القوي والمتواصل لنصرة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم، هو ديدن هذا البلد العظيم وديدن قيادته الرشيدة على مر العصور، وذلك استشعارًا لحجم المسؤولية الكبرى التي تتحملها المملكة العربية السعودية تجاه أي قضية إسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين، قضية العرب والمسلمين الأولى حتى تتحرر الأرض العربية من دنس المحتلين الغاصبين المجرمين، الذين ليس لهم لا عهد ولا ذمة ولا أخلاق إنسانية.
وفي خضم هذا العدوان الإسرائيلي على فلسطين وبعد استهداف مستشفى المعمداني مباشرة، دعت المملكة العربية السعودية إلى اجتماع عاجل واستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة حضره وزراء خارجية ٦٧ دولة إسلامية، من أجل دعم الفلسطينيين في حقهم في الدفاع عن أنفسهم وعن أراضيهم المحتلة، وتنديدًا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي وما ارتكبه من مجازر بشعة بحق الفلسطينيين الأبرياء.
0