عبارة لاتينية مشهورة لكونها في مسرحية الشاعر الإنجليزي “وليم شكسبير”؛ حيث يتحدث فيها الديكتاتور الروماني “يوليوس قيصر” لصديقه ماركوس جونيوس بروتوس في لحظة اغتياله.
وتُعد هذه الجملة أحد الأمثال اللاتينية التي تُقال عندما تأتي الخيانة من الصديق؛ ولهذا المثل قصة تتلخص في الأحداث التالية:
كان الشاعر الإنجليزي الشهير وليم شكسبير بارعًا في استخدام الأحداث التاريخية الحقيقية داخل نصوص أدبية يُحسن صياغتها بعناية، ومنها هذه المسرحية التي تظهر تقلبات النفس البشرية وصراعاتها التي لا تنتهي.
وتجلَّت موهبة الشاعر الإنجليزي بشكل واضح في اللحظة التي قرر فيها بروتوس صديق يوليوس قيصر الانضمام إلى مؤامرة قتله، وهو المشهد الذي تصوره المسرحية ببراعة عندما كان قيصر يتلقى الطعنات تلو الأخرى، وعندما يُشاهد صديقه المقرب بروتوس يلوح في الأفق أمل النجاة عبر الاحتماء فيه، ليتلقى منه الطعنة التي أردته قتيلًا، ويقول معها عبارته الشهيرة.
حتى أنت يا بروتوس
والإمبراطور جايوس يوليوس قيصر ولد فى 13 يوليو/تموز من عام 100 ق.م، وتوفي فى 15 مارس/آذار عام 44 ق.م، وإليه يعزى الفضل في تحول الجمهورية الرومانية إلى إمبراطورية، وهو إلى جانب شخصيته العسكرية الفذة كان خطيبًا مفوهًا وأديبًا.
وتصور مسرحية “شكسبير” كيف أدى نجاح قيصر، الذي كبر شأنه وعلا قدره، إلى استيطان الحقد في قلب صديق شبابه (كاسيوس)، الذي نجح في إقناع بروتوس أقرب المقربين إلى قلب قيصر بالضلوع في خيانته، عن طريق استغلال حب بروتوس لوطنه، وإقناعه أن تورط قيصر فى علاقة حب مع كليوباترا قد يضر مصالح روما، وكيلوباترا هي الملكة المصرية الفاتنة، والتي عشقت القيصر يوليوس.
ذهب “قيصر” كما تعود إلى مجلس الشيوخ سعيدًا باستقبال أهل روما عند أبواب المجلس، ولكنه ما إن دخل إلى الداخل حتى تبعه المتآمرون، وانهالوا عليه بالطعنات واحدة تلو الأخرى، حتى قيل إنه استقبل 23 طعنة، لم ترده قتيلًا، حتى لمح “بروتوس” يهرع إليه، فسكنت الطمأنينة نفسه، ظنًا منه أن الإنقاذ جاء على يد صديقه، قبل أن يشعر بخنجر “بروتوس” يخترق أحشاءه؛ لينظر إلى عينيه قائلًا مقولته الشهيرة: “حتى أنت يا بروتوس! فرد عليه أن ذلك من أجل روما فقال القيصر: إذن فليمت قيصر”.
ويقول الأديب المغربي الشاب محمد بن صالح في مدونته الأدبية واصفًا هذا المشهد من مسرحية شكسبير: “لم يكن خنجر بروتوس كسائر الخناجر.. لقد طعنه في مشاعره، في ثقته به، طعنة الخيانة المُرَّة أفاضت روح قيصر وأردته صريعًا”.