تكمن أهمية العلاقات العامة في أنها تركز على المجتمع الحديث الذي نعيش فيه حاليًا، والذي يتميز بالتخصص الدقيق في الإنتاج وتطبيق مبدأ تقسيم العمل، الأمر الذي أدى إلى تقسيم المجتمع إلى قطاعات متباعدة، مما جعلها في حاجة إلى التفاهم والتعاون بين قطاعاته وعناصره المختلفة.
من الملاحظ أن قطاع العلاقات العامة ظل يشهد خلال السنوات الأخيرة نموًا مضطردًا بحسب إحصاءات واقعية؛ حيث بلغ نموه في عام 2018 نحو 63.8 مليارًا، وفي عام 2019 تم رصد أرقامًا غير معلنة – بسبب جائحة كورونا – وفي عام 2020 بلغ النمو نحو 88.13 مليارًا، وعام 2021 وصل إلى 97.33 مليارًا، أما في العام الماضي فقد حققا نموًا بلغ 102.80 مليارًا.
وتشير التوقعات إلى مواصلة الارتفاع؛ ليصل حجم السوق في العام 2025م إلى 129.35 مليار، وفي منطقة الشرق الأوسط سيصل إلى 1.5 مليار في العام 2030 خاصة في المملكة العربية السعودية.
بناءً على تقرير لمنظمة العلاقات العامة العالمية ICCO لأبرز الخدمات في القطاع، أبرزت ثلاث خدمات: فنية، خدمات استشارية، وخدمات إدارية، وتتمثل الخدمات الفنية في الحملات الإعلامية، تصميم وإخراج الوسائل المطبوعة، وكتابة النصوص الإعلامية للأفراد والمنظمات، وصناعة المحتوى وإدارة وسائل الإعلام الاجتماعية؛ والخدمات الاستشارية التي تشمل البحث والتخطيط، والقياس والتحليل، وإدارة سمعة الشركة، والاستشارات الاستراتيجية، وتشمل الخدمات الفنية على التسويق وإدارة الأعمال.
وبناءً على دراسة الخدمات المقدمة من شركات ووكالات العلاقات العامة على نطاق العالم شملت الخدمات الإدارية على إدارة الحملات السياسية، وإدارة السمعة والأزمات، والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتسويق الفعاليات والأحداث العالمية وإدارتها؛ وتشمل الخدمات الاستشارية على الشؤون العامة، والعلاقات الحكومية والإعلامية، والتخطيط الاستراتيجي؛ والخدمات الفنية تشمل فقط بناء العلامة التجارية.
ويواجه القطاع عددًا من التحديات، أهمها اختلاف الممارسة في شركات العلاقات العامة، وصعوبة قياس فعالية جهود الشركة، التحدي الثقافي للشركات متعددة الجنسيات، وتضارب المصالح بين ممارسي العلاقات العامة والصحفيين، وتنوع الثقافات والمجتمعات واختلاف أعمار الممارسين، وأخيرًا سرعة تدفق المعلومات.
ونرى أن هناك إجماعًا على أن شركات العلاقات العامة، أصبحت تحدد بنجاح الاحتياجات الرقمية لعملائها، ويمتد الإجماع على جميع الدول بأن القطاع أصبح يتكيف مع التقنية الجديدة بنمو مضطرد، مما يعني ضرورة الاهتمام بالجانب الرقمي الذي بدأ بالفعل يغير في الكثير من المسلمات السابقة في مختلف العلوم والقطاعات