المقالات

وداعًا أبا يزيد

الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنه أشد الأمور قسوةً وألمًا ووجعًا على النفس أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ كان أقربُ له من روحه خاصةً إذا ما كان الصديق وفيًا صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة، أفتَقِدُكَ كثيرًا صديقي الجليل النبيل الدكتور/ علي بن ظافر القرني، صاحب الشهامة والمروة، والطهر والطيب العميق بفكره والأنيق بلفظه والرقيق بخلقه.
أبا يزيد يا أَرقُ وأَنقى قلب عرفتُه، أنا أتألم بلا ألم، وأبكي بلا صوت، نارٌ في صدري بلا لَهب وقودها ذِكرى كانت تجمعنا من أيام الطفولة وريعان الشباب، ومراحل الدراسة وصداقة العمر والزمن الجميل.
أسرحُ للحظاتٍ أتأمَل فيها الماضي، يوم كُنت تدخُل عليَّ وأنت مبتسم، وجهك الوضاح المشرق، بضحكاتك، وحكمة أفعالك وأقوالك، وإسراع نبضات اللقاء بخفّة الوقت معك، واشتقت لأسمع منك الكلمات العابقة بالورد التي كنت تواسيني بها، اشتقت لأسمع منك تلك الكلمات التي كنت تُشَجِعُني بِها، يشهدُ الله أنني لم أُرافِق أحدًا من قبلِكَ لهُ مِثل ما فيك من سعةِ صدرٍ وحُسنِ خُلقٍ.
أبو يزيد إنسان عاش للناس، فَرِحَ لَهُم وواساهُم وأَعَان الكثيرين منهم، إنسان قَلبُه كريشةِ الطائر الأبيض. رحلت يا صديقي من بينِ كُلِ الملايين، وتركتني وحدي أُصارِع أمواج المآسي، والله لا يُمكِن أن أنساك ولو بعدَ حين، صديقي ونبراسي وتاج راسي دكتورنا المبجل العلي القرني.

ها أنا اليوم بعد رحيلك أعلم بأنهُ لَن أسمع أجراس الموت تَدقّ في شفتيك بعد اليوم، اشتقت إليه بحجم استحالة عودته إلى هذه الحياة. مرت فترة قصيرة، ولا زلت أتخيل أن وفاتك مجرد حلم، وأنك على قيد الحياة، أتذكرك فأبتسم مرة وأبكي ألف مرة رحمك الله وأسكنك فسيح جناته أخي الوفي البهي الرائع.

الفقيد د. علي ظافر القرني -يرحمه الله-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى