لا زالت الأصوات النشاز تتعالى بين الفينة والأخرى؛ لمطالبة الممملكة العربية السعودية بقطع إمدادات البترول عن الغرب، وأخرى تُطالب بقطع العلاقات السعودية مع دول الغرب، وهناك الكثير من المطالبات التي يتزعمها رموز الإخوان المسلمين وأذرعهم الإعلامية.
طبعًا الهدف ليس التأثير على المملكة وحكومتها؛ لأن موقف حكومتنا ثابت، ولن يؤثر عليه هؤلاء الأقزام قيد أنملة، ولكن اللعبة أكبر من ذلك هدفهم هو شيطنة المملكة العربية السعودية واتهامها بالخذلان، وتجييش الشعوب المسلمة ضدها، هنا الدور الموازي والمطلوب هو دور الإعلام السعودي ودور المنصات السعودية المؤثرة على الشارع العربي والإسلامي بنشر الوعي الفكري، وكشف المخططات الإخوانية وتحجيمها؛ ليعلم القاصي والداني في كل أصقاع المعمورة أن الحكومة السعودية ومنذ تأسيسها قامت على ثوابت لن تحيد عنها كان وما زال أهمها هو دعم القضية الفلسطينية والوقوف مع الشعب الفلسطيني المضطهد عبر التاريخ سواء كان ذلك بالدعم السياسي المستميت، وتبني القضية الفلسطينية وجعلها أحد الركائز الأساسية في سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية أو كان بالدعم الاقتصادي والمالي منذ بداية الاحتلال اليهودي والتاريخ مليء بتلك الشواهد، وكذلك بالدعم اللوجستي سواء كدعم إعلامي أو فكري او عبر المنتديات الثقافية.
المهم الآن هو مجابهة هذه الحملة الشعواء، وصد هذه الافتراءات التي تطال بلادنا، وما يؤسفنا حقًا أن تخرج بعض هذه الأصوات من الأراضي الفلسطينية، وهم إما أن يكون هؤلاء أدوات تلطخت أيديهم بالمال القذر؛ ليعادون بلادنا وهذه الشرذمة ليست جديدة على الفلسطينيين فقد سبقهم الكثير والأمثلة خير شاهد على ذلك.
وهناك الكثير من هذه الأصوات وأصحاب هذه الأفكار ممن يعيشون بدول الغرب، ويطالبوننا بمقاطعتهم وهم يعيشون على خيرات الدول الغربية، ويتبجحون بمطالبهم، وهم يتربعون في ردهات مقاهي لندن وشوارع باريس.
نعم.. إنها ازدواجية المعايير وسفاهة الفكر، وتشرب الحقد ضد بلادنا، وبالتأكيد الهدف منها ليس القضية الفلسطينية، إنما الهدف هو دولتنا وشعبنا، وفي ظل هذا الإعلام المنفتح على الجميع والمنابر الحرة والمنصات الاجتماعية، نمتلك بفضل الله القوة والسطوة الإعلامية بحكم وعي المواطن السعودي وإلمامه بكل ما يُحاك ضد بلاده، وبما أن المواطن السعودي هو خط دفاع وساتر قوي أمام كل هذه الحملات منذ الأزل لحماية أمن بلاده، وبما أننا نعلم أكثر من غيرنا ما تقدمه بلادنا للقضية الفلسطينية يتوجب علينا الوقوف ضد هذه الأصوات وإخراسها وكشف زيفها وأهدافها للجميع.
وذلك بالرد عليهم بالوقائع والأرقام والشواهد الحاضرة منها والماضية التي سطرها التاريخ لحكام وملوك المملكة العربية السعودية.. الجميع يعلم اليوم بأن الدور الإعلامي لم يعد هو الدور الإعلامي التقليدي كما كان، والذي يعتمد على الإعلام الحكومي الرسمي فقط.. إنما كل صاحب منصة على وسائل التواصل هو إعلامي يمثل دولته وشعبه يدافع وينافح عن مكتسبات وطنه وقيادته بما يملك من معلومة وكلمة صادقة، وأن لا يستصغر دوره في ذلك حتى وإن كان تأثيره قليلًا..
أحيانًا الكلمة الصادقة والمعبرة تجد لها متلقيًا عاقلًا وصاحب فكر نزيه يتقبلها، ويمررها لغيره.
لا تنتظر سفهاء الإعلام المعادي وأدوات المنظمات الكارهة وأصحاب الأفكار السقيمة يتمادون بالتأثير على المواقف السعودية الكبيرة والنبيلة تجاه القضية الفلسطينية، نحن الأقوياء بمواقفنا المشرفة وتاريخنا ناصع البياض.. وقوفنا ضد هذه الحملات واجب وطني يحتمه علينا حب هذا الواطن والولاء لقيادته.