من أجمل كتب إدارة الشركات كتاب رائع بعنوان “من جيد إلى عظيم”، لكاتبه رجل الأعمال الأمريكي والأستاذ في كلية الإدارة العُليا للأعمال بجامعة ستانفورد الأمريكية “جيم كولينز”. قال عنه الكاتب الأمريكي وأحد أعلام فن الإدارة والأب الروحي للإدارة “بيتر فرديناند دراكر”: “إن هذا الكتاب المدروس بعناية والمُصاغ بشكل جيد يدحض معظم ضجيج الإدارة الحالي؛ من جماعة الرؤساء التنفيذيين الخارقين إلى جماعة تكنولوجيا المعلومات، حتى هوس عمليات الاستحواذ والدمج، هذا لن يمكّن التوسط من أن يصبح كفاءة، لكن من شأنه أن يمكّن الكفاءة لتصبح امتيازًا”.
يجيب الكاتب “جيم كولينز” على سؤال مهم للغاية وهو لماذا تقفز بعض الشركات إلى النجاح والبعض الآخر تفشل؟ يُقدم كتاب “من جيد إلى عظيم” نموذجًا لتحويل الجيد، والعادي، أو المتوسط من المؤسسات والشركات إلى مستوى عظيم. الكتاب قدَّم نموذجًا جمع كل النظريات التي من خلالها تستطيع الشركات بناء وكسر العوائق التي تمنع من الوصول إلى النجاح العظيم. الكتاب فيه الكثير من النصائح والخبرات التي ستكون حتمًا مفيدة لأي رائد أعمال لديه رغبة في تأسيس شركة مزدهرة.
يوضح الكاتب أنه يجب قبول الطموح لما هو عظيم، والذي هو السبيل لبلوغ النجاح؛ فيجب أن لا يكون في قاموس رجل الأعمال الناجح مصطلحات من نوع جيد أو عادي، وأن أحد أهم خصائص القادة العظام الذين يحققون نجاحات عظيمة هي التواضع والتميز بالإرادة القوية والطموح لمؤسساته، وليس نحو نجاحه الشخصي.
يُناقش الكاتب أيضًا كيف أن الشركات التي انتقل أداؤها من جيد إلى عظيم كان بسبب اختيارها للأشخاص المناسبين في المؤسسة قبل التفكير في الرؤية. لذلك يرى الكاتب أن على الشركات الطامحة بالأداء العظيم أن تحسن اختيار موظفيها المناسبين، ويجب على كل شركة تطمح في الوصول إلى النجاح أن تدرك أنها بحاجة لتغيير الأشخاص غير المناسبين، وتتأكد أن ليس لديها موظف في المكان الخطأ.
ركز الكاتب على ثقافة الانضباط واستخدام التقنية في أعمال الشركات، وذكر أن تحول الأداء من جيد إلى عظيم لا يحدث بين عشية وضحاها، لكن بروية وبالتدريج، وشبه ذلك بدوران دولاب الموازنة الذي يتسارع مع كل مبلغ جديد، وذكر أن التحول من جيد إلى عظيم يأتي خطوة خطوة وإجراء بعد إجراء لتجنب ما سماه “حلقة الموت”، وهي الرغبة في الانتقال السريع لاقتناص لحظة النجاح.
يطرح الكاتب مفهوم “القنفذ”، وهو عبارة عن نموذج لتحديد استراتيجية الشركة بأبسط المصطلحات، والاستعارة هنا لأن الكاتب يرى أن القنفذ يقوم بتبسيط العالم المعقد إلى فكرة منظمة، فالقنافذ -والكلام للكاتب- ترى ما هو ضروري وتتجاهل البقية.
وأخيرًا يلخص الكاتب الاختلاف الاستراتيجي بين الشركات التي قفز أداؤها من جيد إلى عظيم في نقطتين وهما: أن يكون تأسيس الاستراتيجية بناءً على فهم عميق، والثاني تحويل هذا الفهم إلى مفهوم بسيط يوجه الكل مجهوداتهم لتحقيقه.
0